مسؤول وحدة التعبئة في سرايا القدس للخنادق: قوّة بشرية نجهّزها للحرب الكبرى

مخيمات "ثأر الأحرار"

مروة ناصر

شهر واحد فقط مرّ على معركة "ثأر الأحرار" التي خاضتها سرايا القدس ومعها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية ضد عدوان كيان الاحتلال الذي ظنّ أنه سيستكمل به ما بقي عالقًا من عدوانه في آب / اغسطس الماضي، حين خاضت حركة الجهاد الاسلامي معركة "وحدة الساحات". شهر واحد كان كفيلًا لإعادة ترميم المواقع، بل وافتتاحها في إطار مخيمات "ثأر الأحرار – للفتوّة العسكرية"، لتؤكد الحركة المؤكد في الميدان على مدار 5 أيام: فشل الاحتلال في تحييدها وليّ ذراعها العسكرية، وفشله في سلخها عن البيئة المقاوِمة الحاضنة.

أكثر من ألف فتى في المرحلة الأولى للمخيمات

موزعين على خمس مواقع على كامل أراضي قطاع غزّة (الشمال، غزة، الوسطى، خانيونس، رفح)، حضر الفتية من عمر 14، 15، و16 عامًا، من أجل برنامج عسكري وثقافي شامل يكسبهم المهارات التي تؤهلهم لمستوى آخر في وحدة التعبئة، فيلحقوا بعدها بأكثر من 1500 مقاتل جديد، خرّجتهم هذه الوحدة بعد سلسلة من التدريبات والتدرجات، بعد فترة وجيزة من معركة "وحدة الساحات" لينضموا الى الصفوف النظامية في مختلف وحدات سرايا القدس. 

شهدت مخيمات ثأر الأحرار إقبال كبير من تلك الفئة العمرية، اذ صرّح المسؤول الإعلامي للمخيمات "أبو اسلام" في حديثه مع "الخنادق" أنّ "المرحلة الأولى شملت أكثر من ألف فتى". هذه الأعداد الكبيرة اضطرت القائمين على هذه المخيمات الى "تقسيمها على عدّة مراحل لاستيعاب العدد الكبير"، اذ ستستمر المخيمات على مدار اسبوعين متتاليين من تاريخ افتتاحها في 12 حزيران / يونيو 2023، على أرض معسكر "البُراق".

جانب من مخيمات

أهداف المخيمات: تحصين الفتية من كي الوعي الاسرائيلي

تعتبر شريحة الشباب الفلسطيني الأكثر استهدافًا من الاحتلال، ومن حصاره المستمر 17 عامًأ على قطاع غزّة، ما يحرم هؤلاء المتطلعين نحو الحياة من أحلامهم وطموحاتهم وتبقيهم رهينة الآفات الاجتماعية المتعددة. تحمّلت حركة الجهاد الاسلامي، بصرحها الثقافي والتربوي، مسؤولية تعزيز وعي الشباب وإحباط مشروع الاحتلال في بثّ اليأس في نفوسهم من خيار القتال المستمر. ممزوجًا بالعسكر ولربطهم بالقادة الشهداء في "ثأر الأحرار" وكل تاريخ الحركة وشهدائها، تحمل المخيمات برنامجًا متكاملاً، يحدّده "ابو اسلام" بـ: 

1/ برامج دينية لتعزيز العقيدة القتالية الجهادية في قلوب المجاهدين لقتال هذا العدو عن عقيدة

2/ برامج فكرية وثقافية لرفع المستوى الثقافي والفكري في عقول المجاهدين ليكونوا على علم ودراية بما يحدث حولهم في ظل حالة كي الوعي وتغييب العقول وحرفها عن هدفها الأساسي

4/ برامج تربوية سلوكية لتعزيز الإخلاق الإسلامية الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المجاهد

5/ برامج أمنية ليكون المجاهد على علم بالمؤامرات الأمنية ومحاولات أجهزة الاستخبارات العالمية لإسقاط جيل الشباب في وحل العمالة ومحاولة تلاشيها ، وبيان الإجراءات الأمنية السليمة لاتخاذها عند تنفيذ أي عمل

6/ برامج تدريب عسكرية حسب المسار المخصص في هذه المرحلة.

فيما يهدف هذا البرنامج المتكامل – وفق "ابو اسلام" – الى:

1/ تربية الجيل الناشئ على تعاليم  الإسلام العظيم يحمل القرآن في قلبه منهج حياة.

2/ تنشئة جيل يتحلى بالايمان والوعي والثورة ليقود مشروع الجهاد والمقاومة ضد الكيان الصهيوني.

3/ التأكيد للسير على طريق القادة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في معركة "ثأر الاحرار".

4/ افشال مخططات الاحتلال لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة وسرايا القدس والعمل على تعزيز حالة الترابط وتعاظمها بين سرايا القدس وحاضنتها الشعبية خاصة بعد معركة "ثأر الأحرار".

5/ توعية الجيل الناشئ بكل المؤامرات الرامية إلى حرف الشباب المجاهد عن  قضية الامة المركزية فلسطين وافشال كل محاولات الاحتلال لكي وعي هؤلاء الفتية في ظل المراهنة على نسيان هذا الجيل لقضيته المحورية.

6/ غرس قيم الجهاد والمقاومة والدفاع عن فلسطين والمسجد الاقصى في عقول الفتية وتعزيز الانتماء للثوابت الفلسطينية.

7/ تدريب الفتية على أساسيات العلم العسكري ليكون مستعدا للانضمام في صفوف وحدة التعبئة وتأهيله فيما بعد  للالتحاق في صفوف سرايا القدس بعد اكماله لبرامجها المختلفة.

رفع صور الشهداء في مخيمات

مسؤول وحدة التعبئة: قوة بشرية مؤثرة في الحرب الكبرى ولا تحيد عن أهداف محور المقاومة

إنّ رسائل الصمود والتحدي واستمرار الحركة وجناحها العسكري في إعداد وتجهيز هذا الجيل ليست هي وحدها التي يجب أن يقرأها الاحتلال من مخيمات "ثأر الأحرار". فإنّ كل هذا الإعداد لا ينفكّ عن الساحة الاقليمية المرتبطة بالقدس ضمن معادلة "القدس تعني حربًا اقليمية" التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ثمّ أتمها بحرب كبرى ضد كيان الاحتلال يتحسّس من خلالها زواله. وأضاف السيد نصر الله أنّ هذه الحرب "ستضيق ساحاتها وميادينها بالمقاتلين".

ولمّا كانت فلسطين هي "الجبهة الأمامية" لمحور المقاومة – وفق السيد نصر الله – كيف يرتبط الفتية الفلسطينيون بمحور المقاومة والحرب الكبرى؟

شدّد مسؤول وحدة التعبئة في سرايا القدس، "أبو محمد"، في تصريح خاص لموقع "الخنادق" أنّ "هؤلاء الشباب هم قوة بشرية لدى المقاومة الفلسطينية لا تحيد عن أهداف محور المقاومة". وأكّد أنّ "المخزون البشري من المقاتلين في فلسطين المرتبط بمحور المقاومة  ضمن رؤية استراتيجية لمقاومة المحتل الصهيوني سيكون لهم بالتأكيد دور مؤثر جدا في حال بدأت الحرب الكبرى من كل المحور التي  سيتبعها إعادة رسم خارطة المنطقة من جديد. وعليه بإذن الله لن نتوقف عن الاعداد والتجهيز لتحقيق هذه الاهداف الكبيرة".

بالجهاد سبيل لا تبديل فيه، وصقل الوعي بمشروع المقاومة، وإبقاء جذورة الثورة مشتعلة، تؤسس حركة الجهاد الاسلامي لأجيال تتابع أهداف الشهداء، فيكون ذلك مصداق "ثأر الأحرار". وهنا يكون حرّي أن نذكر  قول المؤسس  الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي: "إنني لا أخاف على حركة الجهاد الاسلامي، فقد بنينا صرحًا متماسكًا فلسطين غايته والاستشهاد طريقه".


الكاتب:

مروة ناصر

-ماجستير في الصحافة وعلوم الإعلام.

 




روزنامة المحور