الصين تطمح بدور متقدّم في المحادثات بين السلطة الفلسطينية والكيان المؤقت

مندوب الصين في الأمم المتحدة

بعدما شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعومًا بعربات مدرعة وجرافات وطائرات مسيرة ومروحيات، هجومًا عسكريًا واسع النطاق على مدينة جنين شمال الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين هناك، نشر موقع وصحيفة غلوبال تايمز، وهو منصة رسمية صينية ناطقة باسم الحكومة، مقالًا يشدد فيه على المجتمع الدولي أن يعيد تركيز اهتمامه على القضية الفلسطينية للعمل بشكل جماعي "لمساعدة الشرق الأوسط على تحقيق السلام والاستقرار.

يرى المقال أنّ "الوضع المتصاعد الأخير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو مجرد تأكيد لما كنا نقوله دائمًا: القضية الفلسطينية الإسرائيلية هي جوهر قضايا الشرق الأوسط ولا يمكن للمنطقة تحقيق السلام والاستقرار ما لم يتم حل المشكلة". ودعا المجتمع الدولي إلى إعادة تركيز الاهتمام على هذه المسألة بالنظر إلى موجة المصالحة في المنطقة.

المصالحة بين إيران والسعودية برعاية صينية

من وجهة النظر الصينية، ترى أنه "من حيث الجغرافيا السياسية، فإن سياسة الغرب، وخاصة سياسة الولايات المتحدة غير العادلة في الشرق الأوسط، والتي أثارت مخاوف داخل المجتمع الدولي، خلقت عقبات أمام معالجة الصراع. ويقرأ الصينيون أن إسرائيل المعتمدة بشكل كبير على الولايات المتحدة، شهدت علاقتهما تصدّعات متزايدة في السنوات الأخيرة إلى جانب تغييرات كبيرة في الوضع الإقليمي. وبعد الوساطة الناجحة بين المملكة العربية السعودية وإيران، يتوقع الفاعلون السياسيون في بكين أن تواصل الصين لعب دور أكبر في القضية الفلسطينية الإسرائيلية.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد قام بدعوة رئيس السلطة الفلسطينية إلى الصين، وقام أبو مازن بتلبية الدعوة في الفترة بين 13 إلى 16 حزيران يونيو الماضي. وخلال الاجتماع، طرح الرئيس الصيني اقتراحًا من ثلاث نقاط لتسوية القضية الفلسطينية. وشدّد شي على أن القضية الفلسطينية ظلت دون حل لأكثر من نصف قرن، مما تسبب في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني. ويجب تحقيق العدالة لفلسطين في أقرب وقت ممكن.

الرئيس الصيني وأبو مازن

في المقابل، كشف نتنياهو أنه  من المقرر أن يزور الصين الشهر المقبل، وهو ما تتم قراءته في الصين على أنه تذكير للولايات المتحدة بأن الكيان الاسرائيلي لديه خيارات دبلوماسية أخرى إلى جانب واشنطن خاصة في ظلّ انتقال العالم من الهيمنة القطبية الأمريكية إلى عالم متعدد الأقطاب. وأنّ تأثير الولايات المتحدة على الآخرين آخذ في الانخفاض. ومما يبدو من تصريحات المحللين الصينيين، يبرز طموح صيني أن تؤدي زيارة نتنياهو المزمعة ليس فقط إلى تعزيز العلاقات الصينية الإسرائيلية، ولكن أيضًا إلى إحراز تقدم في إقامة علاقات دبلوماسية بين الكيان  والمملكة العربية السعودية إلى جانب محادثات السلام بين فلسطين والكيان المؤقت.

نتنياهو والرئيس الصيني

وكان مندوب الصين الدائم تشانغ جون، قد دعا إلى بذل جهود لكسر حلقة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين والسعي لتحقيق الأمن المشترك.
وأكد أنه من المهم كسر حلقة العنف. ومن المهم التمسك بسيادة القانون الدولي ووقف الإجراءات الأحادية لتغيير الوضع الراهن، ومن المهم احترام الالتزامات السياسية ودفع حل الدولتين، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور