شركة المهندس: ذراع الحشد الشعبي الإنمائية

شركة المهندس

بعد استقرار الأوضاع السياسية في العراق منذ أشهر، يتركّز هجوم أعداء مؤسسة الحشد الشعبي في الفترة الحالية، على شركة للأشغال العامة تابعة له، اسمها شركة "المهندس" (تيمناً باسم الشهيد القائد أبو مهدي المهندس)، لأنها تشكّل ضربة قوية لكل الادعاءات السابقة التي كانوا يروجون لها، ضد قادة هذه المؤسسة، وضد فصائل المقاومة العراقية، بأنهم رجال حرب فقط لا رجال بناء.

ويتمحور الهجوم على شركة المهندس، من ناحية تشابه طبيعة نشاط هذه الشركة الى حد كبير، مع طبيعة الأنشطة التي يقوم بها مقر خاتم الأنبياء التابع لحرس الثورة الإسلامية. مع العلم بأن هناك العديد من المؤسسات العسكرية في العالم، التي تضم في هيكليتها أيضاً، شركات تُعنى بقطاعات مدنية مختلفة، يأتي في مقدمها قطاع الإنشاءات والأشغال العامة، وبالتالي ليست الجمهورية الإسلامية في إيران والعراق هم أول من يؤسس مثل هكذا أذرع إنمائية.

شركة المهندس: توظيف الكفاءات في إعمار العراق

من أبرز المميزات التي ظهرت في مؤسسة الحشد الشعبي خلال السنوات الماضية، في الحرب ضد تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، هي قدرته الكبيرة على توظيف الكفاءات الشبابية في مختلف القطاعات، ومنها مجال الهندسة العسكرية.

والهندسة العسكرية هي مجال واسع يختص في تصميم وبناء كل ما يتعلق بالمنشآت التابعة للقوى العسكرية، وتشمل أيضاً شقّ طرق المواصلات والاتصالات، وغيرها من أشغال البنية التحتية للقوى المسلّحة.

لذلك فإن مجال الهندسة العسكرية يشبه الى حد كبير مجال الهندسة المدنية، وبالتالي يمكن توظيف ونقل المعارف والتجارب بين هذين المجالين. وقد أظهر الحشد الشعبي قدرة كبيرة على هذا الصعيد، معتمداً بشكل رئيسي على الكفاءات المحلية، من خلال بعض مشاريع إعادة الإعمار في المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي.

وانطلاقاً منذ ذلك، ولحاجة العراق الى تنفيذ العديد من المشاريع الإنمائية الضخمة على صعيد البلاد، كان قرار الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، في نهاية تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، بالموافقة على تأسيس شركة عامة باسم "المهندس" برأسمال يبلغ 100 مليار دينار (ما يساوي 68.5 مليون دولار أميركي تقريباً).

عمليات إعمار الموصل

فما هي أبرز المعلومات حول هذه الشركة؟

_ تتمتع هذه الشركة بصفة حكومية رسمية، وبالتالي تخضع لإشراف ومراقبة ومحاسبة أجهزة الدولة المختصة، مما ينسف المزاعم الباطلة عن كونها ستشكل ستاراً لأعمال تجارية تابعة لشخصيات وقوى سياسية عراقية. ولكنها ستكون تحت إدارة الحشد الشعبي بشكل مباشر. وهذا ما يفسّر أيضاً، مضاعفة الميزانية المخصصة للحشد في الموازنة العامة التي أقرّت مؤخراً.

_يشير القانون الذي بموجبه تم إعلاء إنشاء الشركة، إلى أنها معفية من الضرائب وفواتير الخدمات العامة من الماء والكهرباء والوقود وغيرها، مثل غيرها من الشركات المملوكة للدولة.

_سيكون لهذه الشركة الأفضلية في الحصول على عقود الإنشاءات والمشاريع العامة الهندسية والميكانيكية والأعمال الزراعية والصناعية والتعدين وغيرها. أما الأرباح التي ستتحقق من المشاريع التي ستعمل عليها وتنجزها، فستكون عائدة للدولة بشكل رئيسي، وعندها يتحول الحشد الى مؤسسة إنتاجية أيضاً.

_في الـ 6 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2022، تلقت الشركة قسماً من الأراضي الحكومية تبلغ مساحته حوالي 5 آلاف كيلومتر مربع، بالقرب من الحدود العراقية السعودية، بهدف استصلاح هذه الأراضي وزراعة النخيل فيها. وهذا ما تم تنفيذه سريعاً افتتاح برنامج لزراعة الأشجار على أرض محافظة المثنى في آذار / مارس من العام الحالي.

_ المدير التنفيذي لهذه الشركة هو المهندس صلاح مهدي.

مشروع زرع مليون نخلة في بادية المثنى


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور