الثلاثاء 18 تموز , 2023 02:54

حان الوقت لإعادة خط كركوك بانياس الى العمل

خط أنابيب كركوك بانياس

خلال زيارة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الى سوريا منذ أيام، كشف مستشاره للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين، بأن أحد المواضيع التي سيتم مناقشتها مع الرئيس السوري بشار الأسد، هي إمكانية إعادة فتح خط أنابيب كركوك - بانياس لتصدير النفط عبر البحر الأبيض المتوسط، مما سيساعد العراق على تنويع طرق تصديره، وسيفيد في الوقت عينه سوريا، وربما عندها يمكن تفعيل خط كركوك - طرابلس أيضاً.

تاريخ المشروع

_خط أنابيب كركوك - بانياس يربط حقل كركوك النفطي العراقي بميناء بانياس السوري، افتتح الخط في عام 1952 (بدأ تشغيله في نيسان / أبريل ذاك العام وافتتح رسميًا في تشرين الثاني / نوفمبر)، بقدرة ضخ تصل الى 300 ألف برميل يوميا.

_ كان هذا ثاني خط أنابيب نفط "Big-Inch" في منطقة غرب آسيا، بطول 800 كيلومتر، بعد خط الأنابيب العربي (الذي يربط السعودية بالبحر الأبيض المتوسط)، البالغ طوله 1,738 كيلومتر تقريباً، والذي تم الانتهاء منه في أواخر عام 1950.

_الخط الجديد يحيط بخط الأنبوب الذي يوصل النفط من كركوك الى طرابلس. تم تمديد 4 من محطات الضخ القديمة وإعادة استخدامها وهي: K-1 وK-3 وT-2 وT-4.

_ تم تنفيذ هذا المشروع حينها عبر شركة "بكتل – Bechtel" الأمريكية، التي نفذت أيضاً مشروع ترانس أرابيان.

_خلال حرب السويس والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، تم إيقاف العمل بخط الأنابيب بسبب عمليات تعرضت لها المحطات T-2 وT-3 وT-4 ، ثم أعيد العمل به في العام 1957 بعدما كانت الأضرار التي لحقت بالأنابيب طفيفة، وسرعان ما تمت استعادة الإنتاج بقدرة الثلث باستخدام محطات الضخ العراقية فقط.

_بين عامي 1982 و2000 تم إغلاق خط الأنابيب من قبل صدام حسين، بسبب الدعم السوري للجمهورية الإسلامية خلال حرب الدفاع المقدس.

_خلال حرب احتلال العراق عام 2003، تضرر خط الأنابيب بسبب الضربات الجوية الأمريكية، وبقي خارج الخدمة منذ ذلك الحين.

_نظرا لأن إعادة تأهيل خط الأنابيب الحالي هو أكثر تكلفة من بناء خط أنابيب جديد، فقد وافق البلدان في أيلول / سبتمبر 2010 على بناء خطي أنابيب جديدين بين كركوك وبانياس، يستطيعان نقل أكثر من 2.5 مليون برميل نفط يومياً. وفي عام 2011، كان العراق يسعى لجذب مستثمرين أجانب لتمويل المشروع، لكن الحرب الكونية التي اندلعت ضد سوريا أوقفت كل هذه الجهود، ولعلّ هذا المشروع وغيره كان أحد أسباب اندلاعها، في إطار التنافس الدولي على مصادر الطاقة ومسارات نقلها.

_ هذا المشروع سيمكّن العراق من تسديد ضربة قوية للقوى الانفصالية في إقليم كردستان العراق، التي تعتبر السيطرة على منطقة كركوك وآبارها النفطية، هي أساس مشروعها الإنفصالي.

_ تهدف حكومة الرئيس محمد شياع السوداني إلى تفعيل خط أنابيب نفط كركوك - بانياس، بالإضافة إلى خط أنابيب البصرة - العقبة مع الأردن، وإحياء خط أنابيب مع السعودية الذي كان موجوداً في السبعينيات أيضاً.

_ تشجع الجمهورية الإسلامية في إيران وروسيا على إعادة العمل بهذا المشروع كثيراً، بل وهناك طموح دائم لربط إيران ولبنان أيضاً بهكذا مشروع، سيفيد كل الدول المشاركة فيه والمنضمة إليه.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور