الأربعاء 30 آب , 2023 12:15

سموتريتش للولايات المتحدة: هم لن يعظوننا حول حقوق الانسان

مع تعاظم أزمات الكيان المؤقت العسكرية والأمنية وحتى المعيشية، يمكن ملاحظة إقحام "الخطر الإيراني" بشكل متزايد في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي. وهو بالإضافة إلى أنه يخدم سياسيًا في تعليق الفشل على شماعة الخطر الخارجي، فهو أيضًا رسالة إلى الولايات المتحدة تتعلّق بزيادة التمويل العسكري بسبب المخاطر الميدانية المتزايدة على القوات الإسرائيلية في جبهة الضفة. وعلى خطٍّ مواز يحاول هذا الخطاب الإيحاء بأن التطور القتالي لأداء المقاومين في الضفة، مردّه إلى عوامل خارجية فقط، لحرف الرأي العام عن أن الفلسطينيين استطاعوا خلق قواعد اشتباك جديدة على الرغم من آلة الحرب الإسرائيلية.

شماعة الخطر الإيراني

وفي آخر تحديثات هذا الخطاب هو الإعلان عن إحباط عملية تهريب عبوات ناسفة شديدة الانفجار من إيران عبر الأردن إلى الضفة الغربية، تتعاظم المخاوف الإسرائيلية من أن تصبح مدرعات الجيب التابعة للجيش الإسرائيلي “مصيدة موت" للجنود الإسرائيليين. وذلك في حال أثبتت عدم قدرتها على التعامل مع التهديدات الإيرانية، وبحسب جيش الاحتلال، فإن الإيرانيين يعملون على تهريب عبوات ناسفة تزيد قوتها وقدرتها على القتل بمستويات عديدة مقارنة بتلك التي يتم إنتاجها في الضفة وفي المختبرات. وتُشكل نقطة الانعطاف لبروز هذا القلق، وفقا للمسؤولين العسكريين، عندما تعرَّض جيب عسكري إسرائيلي لانفجار عبوة ناسفة محلية الصنع على أطراف مخيم جنين، ما أوقع العديد من الجرحى بين الجنود الإسرائيليين. ووفق تقدير الخبراء العسكريين، خلقت التهديدات الجديدة، فجوة في الحماية داخل الجيبات المدرعة أمام قوة المتفجرات. ولفتوا إلى أن "تفجير عبوات ناسفة من هذا النوع بكميات كبيرة يمكن أن يشكل تهديدًا ملموسًا للقوات التي تنشط كل ليلة في الضفة الغربية، وقد تصبح سيارات الجيب المضادة للرصاص فخاخ موت للعسكريين الإسرائيليين".

سموتريتش يتهم الولايات المتحدة بالنفاق

لكن الرسائل غير المباشرة للأمريكيين ليست كافية للشخصيات الصدامية في حكومة نتنياهو، إذ شنّ وزير مالية الاحتلال يتسلئيل سموتريتش هجومًا عنيفًا على الولايات المتحدة في معرض رده على سؤال حول الإدانة الرسمية شديدة اللهجة الصادرة عن الخارجية الأميركية والبيت الأبيض، لتصريحات وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، حول أفضلية المستوطنين على طرقات الضفة الغربية. وقال سموتريتش لإذاعة جيش الاحتلال، إن "كل من يهاجمنا في العالم منافق. لا توجد أمة تقاتل من أجل بقائها في مواجهة الإرهاب القاتل منذ عقود بطريقة أنظف وأكثر حرصا من الشعب اليهودي. لن أتحدث عن الأميركيين وكيف تصرفوا في أفغانستان والعراق. هم لن يعظوننا حول حقوق الانسان، لا للجيش الإسرائيلي، ولا لنا كمستوى سياسي. هذا نفاق لا يصدق". بدوره، شكر بن غفير، سموتريتش، على دعمه، وقال: "شكرا لك على الدعم، يعرف الجمهور الأمريكي جيدا أن الحق في الحياة له الأسبقية على حرية التنقل".

ليبرمان يدافع عن الأمريكيين

وكعادته التي أصبحت شبه يومية، هاجم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، عضو الكنيست، أفيغدور ليبرمان، في مقابلة مع القناة 13، بن غفير وسموتريتش، قائلًا "إنهم يضرون إسرائيل بصورة قاسية". وأوضح ليبرمان: "عندما يهاجم سموتريتش، الولايات المتحدة، فهو كما يبدو لا يفهم معنى ذلك. الولايات المتحدة ليست بحاجة لفعل الكثير، يمكنها فقط عدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن (دفاعا عن إسرائيل)، وأنا لا أريد التفكير في هذا اليوم، لأن لذلك أهمية بعيدة المدى". وأضاف ليبرمان إنه من دون تعاون وثيق مع الولايات المتحدة في مجالات الاستخبارات والتدريبات والمناورات المشتركة، والعتاد والذخيرة الأميركية، سنكون في وضع غير مريح أبدا. ولفت ليبرمان إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يُضحي بأمن "إسرائيل".

الإدارة الأميركية توبخ حكومة نتنياهو بعد الكشف عن اجتماع كوهين والمنقوش

قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع "واللا" الإلكتروني، إن الإدارة الأميركية بعثت احتجاجًا شديد اللهجة إلى إسرائيل بسبب الكشف عن لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، مع وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش. وأوضح مسؤولون أميركيون أن كشف إسرائيل عن الاجتماع أضر بالجهود الأميركية لتعزيز التطبيع بين إسرائيل وليبيا ودول عربية أخرى، وزعزع استقرار ليبيا، وأضر بالمصالح الأمنية الأميركية و"جعل جهودها لدفع التطبيع مع دول إضافية أصعب بكثير".

وحسب القناة 13، فإن اجتماعا عُقد (الإثنين) بين كوهين، ونائبة السفير الأميركي في "إسرائيل"، في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، بعد نشر موضوع اللقاء مع وزيرة الخارجية الليبية. وأوضحت القناة أن اللقاء تضمن احتجاجا أميركيا على التصرف الإسرائيلي، وأن هناك خطأ في إسرائيل يجب إصلاحه. ورد كوهين، وفق القناة، أن "إسرائيل تفهم الخطأ، ولن تصرح بشكل علني مجددا بخصوص هذه القضية".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور