الإثنين 25 أيلول , 2023 03:31

نتنياهو يقع في فحّ تهديداته!

نتنياهو في الأمم المتحدة

في خطابات المنتديات الدولية السابقة للجلسة العمومية في الأمم المتحدة، كان نتنياهو يعمد إلى بثّ كميات هائلة من التهديدات بشكل مستمرّ، حتى تحوّل خطابه التخويفي إلى سرديات عن "السلام الإسرائيلي العربي" بما في ذلك شعار "شرق أوسط جديد". لكن هذه المرة، وقع نتنياهو في فخّ كلماته أمام المجتمع الدولي، عندما أومأ بموافقته على شرط السعودية للتطبيع إذ قال "أنّ إيران يجب أن تواجه تهديدًا نوويًا ذا مصداقية"، وهو ترويج خطير للأسلحة النووية أمام الأمم المتحدة، مما تطلب بيانًاً من مكتبه ينفي الأمر.

وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، زيارته إلى الولايات المتحدة بـ"الناجحة". وتحدَّث إلى طاقمه في رحلة العودة قائلا: "في نيويورك كان لي لقاء ممتاز مع الرئيس الأميركي جو بايدن، ناقشنا فيه توسيع دائرة السلام، استمراراً لاتفاقيات إبراهام التي أبرمناها قبل ثلاث سنوات. كما التقيت حوالي عشرين رئيس دولة من القارات الخمس الذين طلبوا جميعا تدشين علاقات معنا. حتى أن اثنين منهم أعلنا عن نقل سفارتي بلادهما إلى القدس (المحتلة)، وهي بشرى سارة للعام (العبري) الجديد". أضاف نتنياهو إنه "جرى بث خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة على الهواء مباشرة ليس فقط على شبكات الأخبار الأميركية، ولكن هذه المرة أيضا بطريقة غير مسبوقة في المملكة العربية السعودية، وهذه أيضا إشارة جيدة للعام الجديد". وكان قد أعلن خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية بالتعاون مع الرئيس بايدن. المتطرفون الذين يحكمون إيران سيبذلون كل ما في وسعهم لمنع اتفاق السلام هذا. إيران تنتهك الاتفاق النووي، لكن العقوبات لم يتم رفعها، وطالما أنني رئيس حكومة إسرائيل سأبذل كل ما في وسعي لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية".

نتنياهو وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، الأميركية، رأى أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق مع السعودية في الأشهر القليلة المقبلة. وقال: "إننا نقترب من السلام كل يوم. هناك فرصة سانحة خلال الأشهر القليلة المقبلة. وفي حال لم نفعل ذلك، سوف يتأخر الأمر سنوات عديدة... يجب أن يكون الفلسطينيون جزءا من العملية، لكن يجب ألا يكون لديهم حق النقض (الفيتو) على هذا الاتفاق". ولدى سؤاله عن الخلافات في الحكومة على الطريق نحو التوصل إلى اتفاق تطبيع، أوضح نتنياهو أنه "لن يعرض أمن إسرائيل للخطر، وأن الجميع سوف يشاركون بأي اتفاق مستقبلي. لديَّ جدالات مع أعضاء الائتلاف، ويمكننا التغلب على العقبات والتوصل إلى انفراجة".

في المقابل، كشفت صحيفة "هآرتس"، أن نتنياهو، عقد مؤخرا سلسلة اجتماعات مع رؤساء الائتلاف بهدف فهم أي خطوات لصالح الفلسطينيين لن تؤدي إلى تفكيك حكومته. وأوضحت الصحيفة أن الوزيرين بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير شددا على أنهما "لن يوافقا على أي خطوة يمكن أن تمهد لإقامة دولة فلسطينية". وقال مصدر في حزب "قوة يهودية": "لن يكون هنا لا أوسلو 2 ولا أوسلو 3". وأضافت الصحيفة إن مسؤولين في حزب "الصهيونية الدينية"، برئاسة سموتريتش، أوضحوا مؤخرًا لنتنياهو، أن "خطوات سياسية تمهد لإقامة دولة فلسطينية، كجزء من اتفاق تطبيع مع السعودية، ليست مقبولة منهم". وقال مصدر في الحزب لـ"هآرتس" إنه "طالما تقاطعت اللفتات للفلسطينيين مع منطق أوسلو لبناء دولة فلسطينية، ليس لنتنياهو حبل من جهتنا، وسنعارض أي عمل كهذا. كما سنعارض تجميد البناء في المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وتدخُّل السلطة في فرض قوانين البناء غير الشرعي في المنطقة".

وهكذا، فإنّ نتنياهو العائد إلى الكيان المؤقّت بنفسيّة صاحب الإنجازات والمنتصر، سيواجه لحظة وصوله صدامًا مع ائتلافه الذي أكّد على حلّ الحكومة في حال تقديم أي تنازلات للفلسطينيين حتى لو ماليًا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور