الخميس 07 أيلول , 2023 03:12

أمان: شهر أيلول سيكون حاسمًا في الصراع مع حزب الله!

الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله

شهد شهر آب الماضي تصعيداً كبيراً في مختلف الساحات، وكان أبرزها ما بين الساحة اللبنانية- الإسرائيلية والضفة وإسرائيل، وكان هذا التصعيد نتيجة لإجراءات من قبل الطرفين زادت من احتمالية حدوث تصعيد قد ينفجر في أي لحظة، فعلى الحدود الشمالية، كانت أنشطة حزب الله الجديدة تثير قلقاً إسرائيلياً كبيراً سببه عدم القدرة على الرد، ما أثار داخل الكيان بلبلة وتخوف كبير من ازدياد تآكل الردع، إذ إن الخيمة التي نصبها الحزب داخل الأراضي المحتلة، تعد خطوةً جريئة وغير مسبوقة منذ حرب تموز وربما قبلها، بالإضافة للجولات التي قام بها عناصر الحزب على الحدود، جميعها دفعت العدو إلى التأهب الأمني والعسكري الدائم مع تصاعد احتمالية وقوع حدث أمني مع على الحدود مع لبنان.

وقد فاقمت الأحداث التي جرت في الضفة الغربية، الأزمة الداخلية لدى الكيان المؤقت، فالأخير حددّ رأس الهرم أو الرأس المدبر للعمليات التي يقوم بها الشبّان الفلسطينيون ضد المستوطنين في مختلف أراضي الداخل، من خلال الإضاءة المكثفة والمقصودة على الشيخ صالح العاروري وضرورة تحييده عن المشهد عبر اغتياله.

لكن ما زاد المشهد تعقيداً، هو عدم قدرة العدو الإسرائيلي على الإقدام على خطوة اغتيال "العاروري"، تحسباً للمخاطر المترتبة على ذلك، ومرجع هذا التردد والشلل في اتخاذ القرار، أن الشيخ صالح العاروري يقطن حالياً في لبنان، وقد أشار أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مسبقاً إلى أن أي اغتيال لأحد قادة الفصائل الفلسطينية على الأراضي اللبنانية، سيقابل برد من قبل حزب الله، مع الأخذ بعين الاعتبار التهديد الأخير الذي أطلقه سماحته بأن لدى الحزب القدرة الوافية على إعادة الكيان إلى العصر الحجري، ذلك بعد التصريحات الإسرائيلية التي أفادت بأنهم سيعيدون لبنان في أي مواجهة مقبلة إلى العصر الحجري. وتأكيداً على الموقف، كانت لخطوة نشر الصورة التي جمعت السيد حسن نصر الله والحاج زياد النخالة والشيخ صالح العاروري وقعٌ خاص على العدو الإسرائيلي الذي أدرك بأن المحور عازم على المواجهة إن حصلت.

من هنا، فإن قيادة العدو الإسرائيلي باتت مكبلة وغير قادرة بالرغم من كل محاولاتها في لجم الأعمال الصادرة عن فلسطينيي الضفة، على إيقافها، أما على صعيد توازن الردع مع لبنان، فإن تآكله- الردع- لدى الإسرائيلي أمسى غير مسبوق، وعلى صعيد الأزمة الداخلية السياسية فإن المعارضة ما زالت تدفع نحو إسقاط نتنياهو وحكومته.

أمام هذا الواقع  يضع مركز دراسات غرب آسيا  السيناريو التالي:

- إذا تم حل الانقسام الداخلي، فإن التهديد الوجودي مستمر، فمنع الحكومة من الهروب إلى الأمام لا يجدي نفعاً في معالجة التهديد.

- استمرار الانقسام يزيد ضعف الكيان، وبالتالي كلما تقدم الوقت، كلما زاد الضعف وأصبحت المواجهة أكثر خطراً.

- هناك مصلحة للطرفين ضمن المعارضة والحكومة لدراسة خيار اللجوء للمواجهة الخارجية.

- البديل هو التفكك الداخلي أو مواجهة خارجية مستقبلية في حالة ضعف شديد تُعرِض الكيان لمخاطر غير محسوبة.

في الفترة الأخيرة أجرت شعبة أمان تقديراً للموقف فيما يتعلق بالصراع مع حزب الله، وخلاصة التقدير الذي وصلت إليه شعبة العدو الاستخباراتية، بأن شهر أيلول الحالي سيكون حاسماً.

إزاء ما تقدم، من الواضح أن حكومة العدو تبحث عن حلول لمشاكلها الأمنية والسياسية والخارجية، لذا فإنه من المحتمل بشكل مرتفع أن يقدم العدو على خطوة تصعيدية كحاجة ملحة وخيار ضرورة، رغم احتمالات النجاح المنخفضة والمخاطر المترتبة، كون نسبة النجاح ستنخفض وربما تنعدم مستقبلاً والمخاطر ستتضاعف بشكل لا يمكن التنبؤ به.

للحصول على المادة بنسخة pdf  اضغط هنا


الكاتب: مركز دراسات غرب آسيا




روزنامة المحور