الجولة الخامسة في فيينا: العودة إلى الاتفاق النووي مسألة وقت لا أكثر

كشف رئيس الجمهورية الإيراني حسن روحاني عن التوصل إلى تفاهمات مشتركة بين جميع الأطراف حيال البرنامج النووي فيما يتعلق بالنقاط الأساسية، وإحراز تقدم "ملحوظ في المباحثات"، مشددًا على تمسك بلاده بمطالبة الولايات المتحدة برفع العقوبات عن إيران.

وسط تفاؤل بتحقيق تقدم ملموس ونتائج إيجابية قريبة على طريق إحياء الاتفاق النووي، تتواصل في العاصمة النمساوية فيينا أعمال الجولة الخامسة من المفاوضات بين الدول 4+1، حيث أكد رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي أن "كل الأطراف أظهرت بما يكفي جديتها وتصميمها على حل القضايا المتبقية في أسرع وقت ممكن".

مضيفًا أن "هدف طهران ليس إنهاء المفاوضات سريعًا، بل تلبية مطالبها المشروعة والمحافظة على مصالح البلاد".

مصادر أميركية قالت إن الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة مع إيران "كانت أول جولة تحقق تقدمًا فعليًا في كل مِن مسار تخفيف العقوبات، والبرنامج النووي الإيراني". وأضافت المصادر أن "المفاوضات الخاصة بالإجراءات النووية المطلوبة من إيران كانت قد توقفت بسبب مواقف طهران المتشددة، والسؤال عما سيحدث لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة في إيران"، مؤكدة ان التوصل إلى اتفاق "وارد، ولن يستغرق ذلك شهورًا".

إيران تستمر في تخصيب اليورانيوم

في سياق متصل أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن "طهران تستكمل عمليات تخصيب اليورانيوم بنسب متعددة...نأمل بأن تصل المفاوضات في فيينا الى النتيجة المتوخاة". كاشفًا ان عملية تخصيب اليورانيوم بنسب 60% و20% و5% جارية في الوقت الحاضر، وأن مخزون البلاد من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20% يفوق 90 كيلوغراماً.

وبعد انتهاء فترة تسجيل الأنشطة في المنشآت النووية التي امتدت ل3 اشهر، لفت صالحي إلى ان إيران قررت "تمديد تسجيل الأنشطة بواسطة الكاميرات في المنشآت النووية لغاية شهرٍ آخر".

ولفت صالحي إلى إن المفاوضات بين إيران ومجموعة (4+1) جارية في فيينا، وان قرار تمديد تسجيل الأنشطة في المنشآت النووية قد أبلغته إيران لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي خلال اتصال هاتفي معه ظهر الاثنين، في حين أصدرت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بياناً أوضحت فيه ان هذه الخطوة تأتي من "أجل توفير الفرصة اللازمة لإنجاح محادثات فيينا النووية".

من جهته، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن "تخصيب دولة ما لليورانيوم بدرجة نقاء 60% أمر شديد الخطورة.. لا تصل إلى هذا المستوى سوى الدول التي تنتج قنابل"، لافتًا إلى ان "مستوى النقاء 60% يكاد يكون مستوى إنتاج السلاح، التخصيب التجاري من 2% إلى 3%"، موضحًا أن إيران لها "حق سيادي" في تطوير برنامجها، لكن "هذا مستوى يحتاج إلى مراقبة يقظة".

حديث غروسي جاء في وقت حاسم على مسار المفاوضات، وأن تأكيده على أن برنامج إيران النووي بات أكثر تعقيدَا، رغم أنه بالغ بالقول ان نسبة تخصيب 60 بالمئة يكاد يكون مستوى إنتاج السلاح النووي، فهو يعرف تمامًا انه من أجل انتاج قنبلة نووية يحتاج الى نسبة تخصيب بنقاء 90 بالمية وما فوق، وما تصريحه إلا محاولة للضغط على المفاوضين في فيينا، لكنه بالضرورة لن يؤثر على الموقف الإيراني المتمسك بحقه برفع كامل العقوبات مقابل عودة الجميع الى الالتزام ببنود الاتفاق النووي.