الثلاثاء 17 تشرين أول , 2023 03:06

شاليط أرغم نتنياهو للافراج عن السنوار: ماذا عن 250 أسيراً؟

لم ينجح مسؤولو كيان الاحتلال في إحصاء أسراهم. كما لم ينجحوا في تعداد القتلى والتنبّؤ بأن هناك ما يُحضّر خلف الجدار، والذي كان بحجم ما حصل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وفي الوقت الذي تُعد ورقة الأسرى هي الأكثر استفزازاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، لا يجد الأخير أيّ سبل للإفراج عنهم. وبينما يحشد بنيامين نتنياهو الخبرات الأميركية الغربية للتعامل مع قضية "الرهائن" كالتي خبِروها طيلة سنوات خدمتهم، يُجمع هؤلاء أن الأمر هنا مختلف وهو أكثر تعقيداً من تلك القضية التي قُتل فيها الأخ الأكبر لنتنياهو (يوناتان) على يد الفصائل الفلسطينية، وهو يحاول إطلاق سراح 100 رهينة في أوغندا عام 1976، وهو على رأس قوات الكوماندوز الإسرائيلية.

كشف المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، عن أن "عدد الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية ما بين 200 و250 أسيراً". موضحاً أن "نحو 200 أسير لدى القسام والبقية موزعون لدى مكونات المقاومة الأخرى".  مضيفاً أن "22 أسيراً حتى الآن فقدوا حياتهم بسبب القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، وآخِر مَن قتل من الأسرى الإسرائيليين جراء القصف هو الفنان غاي أوليفز". مؤكداً وجود أسرى من جنسيات أخرى يصعب التحقق من هوياتهم في المعركة سيتم إطلاق سراحهم حينما تسمح الظروف الميدانية".

لسوء حظ نتنياهو، أن صفقة التبادل التي خرج بها القيادي في حركة حماس، يحيى السنوار، من الاعتقال، مقابل الافراج عن الجندي جلعاد شاليط، هندسها بنفسه. وبالتالي، فهو يدرك جيداً، أن هناك مَن حافظ على شاليط طيلة 5 سنوات ولم تستطع أجهزة المخابرات، كما الوساطات، بمعرفة مكان تواجده أو الكشف عن مصيره. تماماً، كما هي عاجزة عن إحداث أي فارق اليوم مع إدراك الفصائل المقاومة أنها الورقة الأكثر قوة في يدها، والتي سيقوم عليها اتفاق وقف إطلاق النار.

يزيد ملف الأسرى من الضغط على نتنياهو وحلفائه من الصقور اليمينيين المتطرفين، الذين يتعرضون بالفعل لضغوط شديدة للرد على مقتل أكثر من 1380 إسرائيلي حتى الآن. في حين، أن ورقة استخدام القوة المفرطة، كالتي يشهدها القطاع منذ اليوم الأول لبدء عملية "طوفان الأقصى" هي مدانة أيضاً، من حلفائه أولاً، لخوفهم على سلامة الأسرى المتواجدين في أماكن غير معلنة وفي أكثر بقعة مكتظة في العالم، خاصة وأن القسام كانت قد أعلنت غير مرة عن مقتل عدد منهم جراء القصف الوحشي.

يقول الرئيس السابق للقسم الفلسطيني في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، مايكل ميلشتاين، عن وضع الرهائن "سيجعل الأمور أكثر تعقيداً... ان ذلك سيحد من الاتجاهات والمناطق التي يمكن للجيش الإسرائيلي أن ينشطها".

إن تحديد مكان الرهائن الإسرائيليين في غزة -وهو أمر فشلت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية في القيام به في حالة شاليط- يطرح المزيد من التحديات. على الرغم من أن غزة صغيرة، وتخضع للمراقبة الجوية المستمرة وتحيط بها القوات البرية والبحرية الإسرائيلية، إلا أن المنطقة التي تبعد ما يزيد قليلاً عن ساعة عن تل أبيب لا تزال غامضة إلى حد ما بالنسبة لوكالات الاستخبارات الإسرائيلية، كما يقول الخبراء لـ NBC News.

يبلغ عدد السجناء والمعتقلين الذين مروا عبر السجون الإسرائيلية منذ قيام الكيان حوالي 750 ألف فلسطيني. وبالتالي، لن تجد عائلة لم يعتقل أحد أفرادها. وهو الشعور الذي يجرّبه المستوطنون للمرة الأولى. لكن الفارق هذه المرة، أن المقاومة الفلسطينية فعلت كل ما فعلته لأنهم "مصرون على أن ندخل الفرحة بإذن الله لكل بيت فلسطيني، وهذا وعد قطعناه على أنفسنا"، على حد تعبير أبو عبيدة. فيما يضع نتنياهو "الرهائن" في آخر سلم الأولويات، بل ويمكن اعتبارهم كـ "ضحايا" سلفاً. 


الكاتب:

مريم السبلاني

-كاتبة في موقع الخنادق.

-ماجستير علوم سياسية.




روزنامة المحور