الأحد 22 تشرين أول , 2023 04:07

الفزعة العراقية للأقصى بوجهها السياسي والعسكري متواصلة

مقاومون عراقيون تابعون للمقاومة الإسلامية في العراق - حركة النجباء

تتواصل "الفزعة العراقية" لنصرة الفلسطينيين ومقاومتهم، خلال معركة طوفان الأقصى، وتتنوع أساليب هذه الفزعة، بحيث باتت تشمل الجانب السياسي والعسكري والإنساني. فبعد التظاهرات التضامنية، ومن ثم حملات التطويع للقتال الى جانب المقاومة الفلسطينية، ومن بعدها الاعتصام المفتوح عند الحدود مع الأردن من أجل الضغط لرفع الحصار عن قطاع غزة، مروراً بقصف المقاومة العراقية للقواعد الأمريكية، سجّل رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مواقف مهمة ولافتة، خلال قمة "السلام" التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، والمخصصة لمناقشة تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة.

فالرئيس محمد شياع السوداني وصف العدوان الإسرائيلي بكل جرأة، وبعكس أغلب الحكام العرب ورغم وجود الجهات الغربية، بعملية إبادة جماعية وجريمة حرب مكتملة الأركان، من خلال استهداف المدنيين في المجمعاتِ السكنية والكنائس والمستشفيات. معتبراً بأن مجزرة المستشفى المعمداني أظهرت الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، ونواياه التي تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء، والتي بدأت بقتل العُزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياءِ منهم.

وبيّن الرئيس السوداني بأن ما يحصل في غزة اليوم يشكّل امتحاناً جديداً للنظام العالميِّ، الذي فشل مرات عدةٍ في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل والحرية، وفلسطينُ شاهد حيّ على هذا الفشل. وعدّد السوداني ما يقوم به الإسرائيلي من انتهاكات على هذا الصعيد، من الاستمرار في خرق اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحروب، والاتفاقية الرابعة التي توفرُ الحماية للمدنيين في الأراضي المحتلة، ومواصلة خرقه للعهد الدوليِّ الخاصِّ بالحقوق المدنية والإعلان العالمي لحقوقِ الأنسان، وأكثر من 78 قراراً لمجلس الأمن متعلّقاً بالقضية الفلسطينية. مشدداً على أنه لو جرى احترام القرارات الدولية، وتولت الهيئات الدولية مسؤولياتِها، لما وصلت القضية الفلسطينية إلى هذه الأوضاع المأساوية.

لذلك أكّد رئيس الحكومة العراقية على أنه قد حان الوقت لوضع حدٍّ لهذا الاحتلال البغيض، ووقفُ معاناة الشعبِ الفلسطيني، بأن الظلم لا ينتج سلاماً مستداماً، ولا سبيل لتحقيق الأمن وإنهاء العنف إلا بإزالة أسبابه، وفي مقدمتها الاحتلال وسياسات التمييز العنصري. لأن عدم حصول ذلك سيؤثر بنظره في الأمن الدولي وامتداد الصراع إقليمياً، ويهدد إمدادات الطاقة للأسواق العالمية، ويضاعف الأزمات الاقتصادية العالمية، ويفتحُ الباب على صراعات أعمقَ وأوسع.

فما هو موقف العراق للحلّ بحسب الرئيس السوداني؟

1)التأكيد على الرفض الشديد لمحاولات إفراغ قطاع غزة من أهله، وكذلك لا مجال للحديث عن إعادة التوطين، أو خلق معسكرات للّجوء. مع الحسم بأنه لا مكان للفلسطينيين إلّا أرضهم.

2)التشديد على ضرورة الوقفِ الفوري لإطلاق النار، وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وموادِّ الإغاثةِ، ثم العمل على ضمان تبادل آمن وشاملٍ للأسرى والمُعتقلين. وهنا نشير إلى أن الرئيس السوداني قام في إطار الدعم الإنساني لقطاع غزة، بتوجيه الحشد الشعبي لتجهيز قافلة المساعدات الانسانية الاولى تحت شعار (فزعة عراقية للأقصى).

3)وجوب بذل الجهود لرفع الحصار بشكلٍ كامل عن قطاع غزة، لضمان عدم تكرار المأساة.

4)الدعوة إلى إنشاء صندوقٍ لدعم وإعمار القطاع، والعراق لن يتأخّر عن تقديم أية مساعدةٍ ممكنة.

5)وجوب وقف محاولات العديد من الجهات العربية والدولية، تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها. وأنه ليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح ويتنازل أو يتبرّع نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني الذي هو وحده صاحب الأرض والقضية.

6)التحذير من الاستمرار بتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يُنتج إلّا المزيد مما يسميه البعض بالعنف والتطرف، والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والعالم.

تكامل سياسي مع خطوات الميدان

لقد أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ما يمكن اعتباره مكمّلاً لمسار المقاومة العراقية، التي ما تزال حتى اليوم الأحد، تساند المقاومة الفلسطينية بسلسلة هجمات استهدفت قاعدة عين الأسد بالأنبار وقاعدة حرير في أربيل، وقاعدة فيكتوري قرب مطار بغداد الدولي في العاصمة بغداد.

وبالطبع فإن تحذير الرئيس السوداني في كلمته من امتداد الصراع اقليمياً، هو في السياق الطبيعي لما بات معلوماً، من أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، سيقابله خطوات تصاعدية إضافية لمحور المقاومة، والمقاومة العراقية في صلبه، من خلال هجمات ضد كيان الاحتلال بالصواريخ والمسيرات.





روزنامة المحور