الإثنين 20 تشرين ثاني , 2023 03:52

معاريف: نحن في خضم واحدة من أسوأ أزمات الصحة العقلية في العالم

تصدرت مشاهد المستوطنين غير الراغبين بالعودة إلى المناطق وسائل الاعلام العبرية خلال الأيام الماضية. وتشير صحيفة معاريف العبرية في تقرير ترجمه موقع "الخنـادق" إلى ان الصحة العقلية في الكيان آخذة في التدهور دون قدرة المؤسسات المعنية بالتعامل مع المشكلة. وتقول " نحن وصلنا جميعاً إلى وضع متطرف وغير قادرين على التعامل مع حدث بهذا الحجم".

النص المترجم:

حتى قبل الحرب، كان هناك حديث عن نظام تم إهماله لسنوات وأنه كان ينهار بسبب نقص كبير في الميزانيات والقوى العاملة. لقد دخلنا الحرب بنظام مجفف، واليوم وصلنا إلى وضع متطرف وغير قادرين على التعامل مع حدث بهذا الحجم

نحن في خضم واحدة من أسوأ أزمات الصحة العقلية في العالم من حيث مدى وشدة التعرض. مئات الآلاف من سكان الجنوب الذين تعرضوا بشكل مباشر للأحداث يتعاملون مع واقع مرير، ويتم إجلاؤهم من منازلهم وتعطل روتينهم اليومي. ويواجه الآلاف من أفراد أسر المختطفين حالة من عدم اليقين والقلق لا يوصفان، وأفراد أسرهم الذين يتم تجنيد أحبائهم، وملايين الأشخاص الذين يتعرضون لمحتوى قاس في وسائل الإعلام - بلد بأكمله يعاني من صدمة. كل هذا سيحتاج إلى تعزيز قدرتهم على الصمود ودعم سلامتهم العقلية وحتى خدمات الصحة النفسية.

يواجه نظام الصحة النفسية الحرب وعواقبها بأدنى مستويات الأهليّة. حتى قبل الحرب، قيل الكثير عن نظام تم إهماله لسنوات وعن انهياره بسبب نقص كبير في الميزانيات والقوى العاملة. لقد دخلنا الحرب بنظام مجفف، واليوم، مع الصحة العقلية، وصلنا جميعاً إلى وضع متطرف وغير قادرين على التعامل مع حدث بهذا الحجم.

مشكلة القوى العاملة في مهن الرعاية معروفة منذ سنوات. يترك علماء النفس والأخصائيون الاجتماعيون القطاع العام بسبب انخفاض الأجور وظروف العمل التي تعكس موقف الوزارات الحكومية من هذه المهن الأساسية. وهكذا وصلنا إلى نقص حاد في القوى العاملة في الأنظمة العامة وطوابير الانتظار لعدة أشهر. قد يكون التوقع بأن مقدمي الرعاية في هذا الوقت سيقدمون الخدمات على أساس طوعي أمرا مشروعا في الأيام الأولى من الحرب، ولكن ليس بعد الآن، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة عادت إلى رشدها. وهناك حاجة إلى تحسين فوري لظروف العمل لكي يطمح مقدمو الرعاية إلى العودة إلى النظام العام، وبالتالي يكونون قادرين على توفير التوافر اللازم. هناك اتفاقيات أجور تم توقيعها، ولكن لم يتم تنفيذها بعد ويجب تنفيذها.

تشير الدراسات إلى أن التدخل المبكر والعلاج الأولي للصدمات والإجهاد يقلل من احتمال تدهور الصحة العقلية وظهور ما بعد الصدمة والأمراض العقلية الشديدة. لذلك، من المهم تركيز الجهود على النهوض بالاستجابات الفورية، والعلاج الوقائي، وتطوير الاستجابات قصيرة الأجل، مع التخطيط للاستجابات طويلة الأجل.

يجب على الدولة أن تشمر عن سواعدها: يجب على جميع أصحاب المصلحة الجلوس معا بشكل عاجل وصياغة خطة بميزانية لائقة من شأنها سد الفجوة القائمة وتوفير القدرة على الاستجابة لما هو مطلوب - وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم جنبا إلى جنب مع وزارة المالية، وبالتعاون مع المنظمات الهامة ذات الخبرة الواسعة في هذا المجال. وينبغي وضع خطة استراتيجية وطنية مفصلة وطويلة الأجل للصحة العقلية وإنشاء نظام وطني. وينبغي تخصيص ميزانيات للنظام بأكمله، سواء للأنشطة التي تعزز القدرة على الصمود أو لأطر المساعدة المجتمعية التي تقلل من حالات الاستشفاء النفسي وتمنعها، أو لتطوير بدائل الاستشفاء، أو لتوسيع نموذج تحقيق التوازن بين المنازل، أو لإنشاء نظام لأفرقة الأزمات وفرق متعددة التخصصات توفر الرعاية المنزلية والممارسات التكاملية الجديدة. يجب تعزيز الحلول التكنولوجية التي تدعم التعافي والقدرة على الصمود والتي من شأنها تقليل الحاجة إلى القوى العاملة. تعتبر مساحات الشفاء في المجتمع ذات أهمية كبيرة، لأن هذه صدمة وطنية، يتطلب علاجها أيضا أدوات نظامية ومجتمعية.

في خضم كل ذلك، من المهم وضع الأطفال والشباب على رأس قائمة الأولويات، وخلق استجابات أمامية ورقمية للتعامل مع الأزمات في المراحل الأولى من تكوينها، ووضع خطة شاملة لزيادة الوعي للشباب والشباب وأولياء أمورهم وللفرق التعليمية العاملة مع الشباب، حتى يفهموا أهمية الوقاية والتدخل المبكر وتلقي المساعدة والعلاج.

ويجب أن نتصرف بأسرع ما يمكن وعلى أوسع نطاق ممكن لمنع التدهور الكاسح للحالة.


المصدر: معاريف




روزنامة المحور