الإثنين 01 نيسان , 2024 02:53

الجامعات الأميركية: ميدان آخر من المواجهة!

أصدرت الحكومة الطلابية في كلية الحقوق بجامعة هارفارد قراراً يحث الجامعة على سحب استثماراتها بالكامل من أي منظمة تدعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. فيما شهدت جامعات أخرى تحركات قوبلت بالقمع بحجة معاداة السامية. هذا المشهد الذي يتكرر بشكل شبه يومي في الجامعات الأميركية والغربية يعكس كيف يواجه كيان الاحتلال خطر انكشاف سرديته المزيفة وهذه المرة بين أوساط الأكاديميين الغربيين وفي البيئة التي تؤيده بمعظمها.

ودعا الطلاب شركة هارفارد للإدارة، التي تدير هبات الجامعة البالغة 50 مليار دولار، على "سحب استثماراتها بالكامل من مصنعي الأسلحة والشركات والبرامج الأكاديمية والشركات وجميع المؤسسات الأخرى التي تساعد في الاحتلال المستمر لفلسطين والإبادة الجماعية للفلسطينيين". وكان موقع ZNetwork قد أشار إلى أن الحكومة الطلابية تلمح إلى التزام جامعة هارفارد بحوالي 200 مليون دولار في الأعمال التجارية المرتبطة بجيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات.

وأعرب مقترح القرار سواب أغراوال عن أن بعض الطلاب الفلسطينيين في المدرسة "فقدوا العشرات من أفراد أسرهم في الإبادة الجماعية المستمرة"، مشيراً إلى أن الطلاب أفادوا بأنهم يشعرون بقوة أنه "من الضروري الضغط على الأمور للتغيير". مضيفاً أن الطلاب قلقون للغاية من أن الأموال المودعة في صناديق استئمانية قد تمول هذه الإبادة الجماعية، مؤكدا أن القرار تأثر ببيان محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/ يناير، الذي وجد أنه من "المعقول أن إسرائيل انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية".

وكانت مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير (FIRE) قد أصدرت تصنيفاتها السنوية للمؤسسات الأميركية بناء على مدى حرية شعور الطلاب بأنهم قد يعبرون عن أنفسهم. وجاء في التصنيف أن جامعة هارفارد، وهي كلية Ivy League ومقرها ماساتشوستس، تقع في أسفل قائمة 248 مؤسسة تعليمية.

يقابل هذه المساعي مخاوف فعلية من الفعاليات والاعتصامات التي ينفذها مؤيدون للفلسطينيين. وللحد من فرص الصدام بين مؤيدين ومعارضين ومتهمين بمعاداة السامية لمجرد الادلاء برايهم، انتهجت عدة جامعات سياسة الحياد.

في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حظرت كولومبيا فعاليات يقيمها كل من "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام". وبحسب ما ذكرت The Intercept، فإن السبب يعود لأن "حدثاً غير مصرّح به" أقامته المجموعات "تضمن خطاب تهديد وترهيب".

ورداً على سؤال حول تسمية التهديد، قال نائب الرئيس التنفيذي الأول لجامعة كولومبيا جيرالد روزبرغ، وفقاً لدعوى قضائية رفعت نيابة عن المجموعات الطلابية، إن "الاتهامات بأن إسرائيل كانت" دولة عنصرية ترتكب إبادة جماعية وهي دولة فصل عنصري يمكن أن تزعج بعض الناس وتبدو مثل التحريض على العنف".

من ناحية أخرى، شهدت جامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي احتجاجاً على قمع إدارة الجامعة للأصوات المؤيدة للفلسطينيين بالقوة، حيث قامت شرطة الحرم الجامعي بإبعاد مجموعة من 25 طالباً نظموا احتجاجاً على السياسيات الإسرائيلية. وتم تنظيم الاعتصام لمعارضة منع تصويت الطلاب على قرار يدعم إجراء المقاطعة وسحب الاستثمارات من قبل حكومة الطلاب.

ويعتصم الطلاب من أجل تعديل دستور الحكومة الطلابية لمنع أموالها من الذهاب إلى الشركات التي تدعم إسرائيل. وحرمت إدارة جامعة فاندربيلت الطلاب من حقهم في التصويت على القرار عن طريق إزالته من جانب واحد من الاقتراع الذي يجري هذا الشهر.

يظهر قمع القرار وكذلك طرد المتظاهرين المعتصمين أن إدارة جامعة فاندربيلت تخشى الدعم الواسع الموجود بين الطلاب لإنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة في غزة. وفاندربيلت هي جامعة بحثية خاصة تخصص ما يزيد عن 10 مليارات دولار لكيان الاحتلال. كما تتمتع الجامعة بعلاقات وثيقة مع الجيش الأميركي، مع أكثر من 23 مليون دولار من التمويل المباشر لوزارة الدفاع للإلكترونيات والبرمجيات وأبحاث التكنولوجيا السيبرانية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور