الخميس 21 كانون الاول , 2023 01:21

وول ستريت جورنال تشتكي: لحماس أصدقاء في الأمم المتحدة

تصويت أعضاء الأمم المتحدة على قرار وقف إطلاق النار في غزة

يشتكي مجلس تحرير صحيفة وول ستريت جورنال في هذا المقال، الذي قام بترجمته موقع الخنادق، من أن مقر الأمم المتحدة في خليج السلاحف بمدينة نيويورك الأمريكية، يشهد أجواءً مناهضةً للكيان المؤقت وداعمة للقضية الفلسطينية. إلى الحدّ الذي بات هناك مسؤولون في هذه المنظمة الدولية، مهددين بالطرد – حسب زعم الصحيفة - نتيجة لعدم إدانتهم للجرائم الإسرائيلية. وهذا ما استهجنه مجلس تحرير الصحيفة، مستنكراً بطريقة غير مباشرة، استمرار دفع الإدارة الأمريكية لما يتوجب عليها دفعه من مبالغ مالية للأمم المتحدة.

وعليه، فإذا أضفنا ما جاء في هذا المقال، مع تنامي مظاهر التأييد والتضامن العالمي المريد للفلسطينيين والمعادي لاعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي، يتبيّن لنا بوضوح حقيقة شعار "العالم المقبل هو عالم فلسطين".

النص المترجم:

لم يعد لدى الأمم المتحدة الكثير من المصداقية، وآخر موجة من المشاعر المعادية لإسرائيل تظهر السبب وراء ذلك. في الأسابيع الأخيرة، قام العاملون في ترتل باي (اسم المنطقة التي يتواجد فيها مقر الأمم المتحدة)، بحملة لإسكات الأصوات المؤيدة لإسرائيل، وحتى أولئك الذين ظلوا محايدين في صراع غزة.

لنأخذ على سبيل المثال الهجمات المتصاعدة على أليس وايريمو نديريتو، مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية. ولأنها حافظت على مهمة مكتبها كمدافعة محايدة عن حقوق الإنسان، فهي مستهدفة بالإلغاء.

وقد جمعت عريضة من المواطنين المعنيين في المجتمع الدولي أكثر من 17000 توقيع للمطالبة باستقالة السيدة نديريتو. ووفقاً للالتماس الموجود على موقع Change.org، أدانت السيدة نديريتو جرائم القتل التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها "فشلت في الاعتراف" بعنف الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

والسيدة نديريتو ليست حليفة معلنة لإسرائيل. ودعت في تصريحاتها العامة إلى وقف إطلاق النار في غزة. وخطيئتها المميتة في نظر موظفي الخدمة المدنية الدولية هي تقديرها لحياة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وإدانة وحشية مذبحة حماس، والدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

في أوائل ديسمبر/كانون الأول، هاجم موظفو برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة المديرة التنفيذية سيندي ماكين لعدم وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية. وكانت السيدة ماكين من بين الذين وقعوا على رسالة تدعو إلى إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار. لكن الموظفين وصفوا هذا الرد بأنه "غير كاف".

والموقف الوحيد المقبول في هذا الحشد هو تجاهل مذبحة حماس ودعم القضاء على إسرائيل. هذا هو الموقف الذي اتخذته سارة دوغلاس، نائبة رئيس قسم السلام والأمن في الأمم المتحدة، والتي ظهرت مؤخرًا في مقطع فيديو من منزلها بجوار ملصق خاص بفلسطين. ودعم حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي 153 تغريدة مناهضة لإسرائيل قبل أن تحذفها، وفقا لمنظمة مراقبة الأمم المتحدة، وهي منظمة غير حكومية مقرها جنيف.

ومن بين تلك التي أعجبتها تغريدات تصف الضربات العسكرية الإسرائيلية في غزة بـ "الإبادة الجماعية" وأخرى تدعي أن "قوى الإمبراطورية" تتعاون من أجل "إبادة الشعب الفلسطيني". لقد دعمت آراء أعضاء الكونجرس المناهضين لإسرائيل، مثل إلهان عمر (ديمقراطية من ولاية مينيسوتا) ورشيدة طليب (ديمقراطية من ولاية ميشيغان).

مع وجود صديقات مثل هؤلاء بين كبار القيادات النسائية في الأمم المتحدة، فلا عجب أن المجموعة كانت هادئة للغاية بشأن العنف الجنسي الذي ترتكبه حماس، بما في ذلك الاغتصاب والتشويه الجنسي وقتل النساء الإسرائيليات.

تشير المادة 101 من ميثاق الأمم المتحدة بشأن سلوك الموظفين إلى أن العمل كموظف مدني دولي يتطلب "النزاهة والاستقلال والحياد". لا يُسمح للموظفين بالإدلاء ببيانات أو "أي نوع من التصريحات العامة" التي من شأنها التشكيك في حيادهم. ومع ذلك، فإن التمسك بهذا الخط أصبح الآن سببًا لتقديم التماس ضد السيدة نديريتو، بينما تواصل السيدة دوغلاس عملها دون توبيخ.

وتدفع الولايات المتحدة حوالي 22% من ميزانية الأمم المتحدة على الرغم من عدائها المتكرر للمصالح الأمريكية. وهذا أمر سيئ بما فيه الكفاية، ولكن الآن يؤيد مسؤولو ترتل باي (اسم المنطقة التي يتواجد فيها مقر الأمم المتحدة)، الأصوات التي تدعم إزالة دولة عضو أخرى. لماذا لا يزال دافعو الضرائب الأمريكيون يدفعون الفواتير (في إشارة الى دعم الإدارة الأمريكية لمنظمة الأمم المتحدة مادياً)؟


المصدر: وول ستريت جورنال - wall street journal

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور