يساهم قطاع السياحة في كيان الاحتلال الإسرائيلي بنحو 3.7 من الناتج المحلي، واليوم يعيش هذا القطاع واحدة من أسوأ الفترات على الإطلاق، فمنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى هرب السياح الموجودون داخل الأراضي المحتلة، وانخفض عداد السياح المهتمين في زيارة "إسرائيل" خصوصاً في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحب ذلك على إلغاء شركات طيران عالمية رحلاتها إلى تل أبيب، أو بالحد الأدنى قللت من عدد رحلاتها، بسبب خوفها على سلامة المسافرين، كما حذّرت العديد من الحكومات الغربية من السفر إلى الأراضي المحتلة كما أجلت مواطنيها الموجودين هناك إلى بلدانهم.
أسباب انخفاض السياحة في كيان الاحتلال في ظل الحرب الدائرة؟
تدور هذه الأسباب حول تداعيات دخول الإسرائيلي الحرب على غزة وهي كالتالي:
- عدم الشعور بالأمان والخوف: تدهورت السياحة لأن الإسرائيليين أنفسهم لا يشعرون بالأمان منذ 7 تشرين الأول (يمكن ملاحظة ذلك، في الطلبات التي تعد ولا تحصى للحصول على تراخيص الأسلحة)، فكيف بالسائح الأجنبي، فسيطرة الخشية على الأجانب إن كانوا شركات أو أفراد اتجاه زيارة الأراضي المحتلة، والخوف هو العدو الأول لقطاع السياحة، فتصاعدت الشكوك حول سلامة السائح الشخصية فأغلبهم تجنّب التوجه إلى "إسرائيل" للحفاظ على حياته بالدرجة الأولى وتجنب القلق والتوتر.
- الفنادق الإسرائيلية الممتلئة: التي تعتبر عصب البنية التحتية لقطاع السياحة، أصبحت ممتلئة بعشرات آلاف النازحين والذي يفوق عددهم الطاقة الاستيعابية لهذه الفنادق. فتحولت إلى فنادق خارج الخدمة لا تستطيع استيعاب أي سائح، وذلك بسبب أن حوالي 500 ألف إسرائيلي تركوا بيوتهم بعد توجيهات جيش الاحتلال بضرورة الإخلاء بعد عشرة أيام من بدء معركة طوفان الأقصى، فتحولت بعدها إلى ملاجئ تأوي النازحين من مناطق غلاف قطاع غزة وحدود لبنان إلى مناطق أكثر أمنا في العمق الإسرائيلي.
- البلد شبه مغلق: معظم الأماكن التي من الممكن زيارتها من قِبل السياح في الأراضي المحتلة كالأماكن التاريخية، والمنتزهات، والمطاعم...تم إقفالها.
لذلك تظهر هذه الأسباب الأساسية انعدام رغبة السياح في زيارة "إسرائيل" وهي أزمات أنتجتها الحرب ولا تزال تداعياتها مستمرة وتؤثر يومياً على الاقتصاد الإسرائيلي.
ما هو حجم الأزمة التي وقع فيها قطاع السياحة الإسرائيلي؟
- بعد الأسابيع الأولى التي تلت عملية طوفان الأقصى انخفض عدد تذاكر القادمين إلى الأراضي المحتلة بنسبة 100%. وهذا لأن عدد التذاكر التي كانت تلغى كان أعلى من عدد التذاكر التي تباع.
- في نوفمبر الفائت انخفضت الحركة الجوية لأقل من النصف على أساس سنوي، أي بالمقارنة مع عام 2022 الذي بلغ 5000 رحلة انخفض عدد الرحلات عام 2023 إلى 2000 رحلة، وبالتالي انخفض عدد السياح في نوفمبر الفائت إلى 39 ألف سائح بعد أن كان عام الفائت 370 ألف سائح.
- كان ديسمبر هو أسوأ شهر خلال العام 2023 من حيث عدد السائحين، إذ بلغ 52,800 فقط، بينما كانت إسرائيل تستقبل ما يزيد على 300 ألف سائح شهريا طيلة عدة أشهر، في وقت سابق من العام.
- في بداية العام كان الإسرائيلي متفائلاً بأعداد السياح وكان يقدر عدد السياح ب 3.9 مليون سائح، وبحسب بيانات المركز الإسرائيلي للإحصاء عدد السياح الذين زاروا الأراضي المحتلة إلى حدود شهر نوفمبر 2023، 3.2 مليون سائح أي بانخفاض 700 ألف سائح عن السنة الفائتة.
- خسارة الإسرائيليين هذا العدد الضخم من السياح يترجم في صورة خسائر مالية سواء لقطاع السياحة أو لقطاع الطيران، والأخير قطاع يكتسب أهمية كبيرة، بسبب أن نشاط السفر الدولي يضخ حوالي 5 مليار دولار في خزائن الحكومة الإسرائيلية ويشغل حوالي 200 ألف شخص بشكل غير مباشر.
في سياق تدهور الوضع الاقتصادي في كيان الاحتلال والذي يعد قطاع السياحة أحد الأعمدة الرئيسية فيه، أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بتاريخ 7/1/2024 "أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة رغم دخولها شهرها الرابع، وسط تكلفة اقتصادية قياسية ناهزت 60 مليار دولار".
الكاتب: حسين شكرون