بتسئيل سموتريتش، وزير مالية حكومة الكيان المؤقت، يتركز دوره خلال حرب طوفان الأقصى على تخصيص الميزانية المناسبة لتغطية نفقات الحرب الجارية، ووضع خطط مالية لإعادة إعمار المستوطنات المتضررة، وتأمين التعويضات اللازمة للمستوطنين الفارين من غلاف غزّة. وليس لديه دور أو تأثير على القرارات المهمة التي تتعلق بالحرب. ويبدو أنه فشل في وضع الخطط المالية، إذ تحدّث اقتصاديون صهاينة عن الكارثة المالية المقبلة بسبب خطط سموتريتش. كما يقوم باستغلال أحداث الحرب الجارية وتغيّب المحاسبة السياسية من أجل إنجاز خططه الاستيطانية والمتطرّفة.
في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال في 25-10-2023، أوضح سموتريتش أنه لم يقم بعد التكاليف غير المباشرة على الاقتصاد الذي دخل حالة شلل جزئي بفعل التعبئة الجماعية لجنود الاحتياط والهجمات الصاروخية الفلسطينية المكثفة، وقدّر التكلفة المباشرة للحرب بمليار شيكل (250 مليون دولار) يوميًا. وفي نفس السياق صرّح أن "الميزانية الحالية لإسرائيل لم تعد مناسبة، بسبب حرب غزة وسأجري تعديلها."
و سموتريش هو رئيس حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف كان قد دعا في نهاية فبراير/شباط الماضي إلى محو قرية حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية، بعد هجمات غير مسبوقة شنّها مستوطنون على البلدة، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل.
سموتريتش ومعركة طوفان الأقصى
في سياق الحرب الدائرة أطلق سموتريتش وعداً أمام لجنة المالية بحكومة الاحتلال بوضع مخطط وطني لجميع الشركات في إسرائيل، على غرار الدورة الأخيرة في كورونا، على أساس مقارنة حجم الأعمال، والذي سيجيب على النفقات الثابتة والأجور للموظفين. كما عمل على تقديم المساعدات للمستوطنين وخاصة الحريديم. وبمواقفه السياسية شجّع سموتريتس منذ بداية الحرب نتنياهو وغانتس على تشكيل حكومة طوارئ وطنية بعيدًا عن الخلافات السياسية، كما صرّح في 7-10-2023 خلال الاجتماع الأول للحكومة في بداية الحرب بأنه: “عليك أن تكون قاسيًا الآن حتى لا تفكر كثيرًا في الأسرى".
أزمة الميزانية
قال سموتريتش في مؤتمر صحفي "اليوم نقوم بتغطية الناجين وسكان المنطقة المحيطة والحدود الشمالية بشكل كامل. لقد قمنا بترتيب الدفع للفنادق، وقمنا بتحويل منحة نقدية إلى السلطات لتلبية الاحتياجات المرنة، وقمنا بتحويل منحة شخصية لجميع الذين تم إجلاؤهم من منازلهم، وقمنا بترتيب مسألة الإقامة في الفنادق بطريقة مريحة وفعال". يكمل "أريد أن أكون واضحًا جدًا بشأن هذا الأمر وأقول لرؤساء السلطات، سواء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم أو المستقبلون أنا أثق بكم وأعطيكم الثقة الكاملة. أنا أقف خلفكم بالكامل وسندفع كل شيء".
رغم أن سموتريتش أعلن بأن "ثمة إنفاقاً في الميزانية غير ضروري سينقل إلى المجال الحربي" لكن ضخ الأموال يتواصل بوتيرة متسارعة عملياً. (الأموال الائتلافية هي الإنفاق المالي الأكبر الذي يمكن تحويله من الميزانية). يدور الحديث عن نحو 6 – 7 مليارات شيكل مخصصة "لتسمين" قاعدة أحزاب اليمين: تعظيم مشروع الاستيطان في "المناطق" [الضفة الغربية]، وتمويل حياة الحريديم خارج سوق العمل من خلال زيادة مخصصات الطالب الديني، ودفع أجور بقرابة مليار شيكل للمعلمين الحريديم.
الكاتب: غرفة التحرير