منذ أن أقال نتنياهو وزير الدفاع غالانت لدعوته إلى وقف الإصلاح القضائي (تراجع بعدها عن ذلك)، إلى الخلاف حول استمرار العدوان على غزة وتوسيع نطاقه، مرورًا برفض غالانت عقد مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في تل أبيب. وصل تصاعد الخلاف بين المؤسستين العسكرية والسياسية الإسرائيلية إلى توترات طالت التنسيق بين مكتبي رئيس الحكومة ووزير الحرب. فالخلاف الكامن بين الطرفين عاد مجدداً إلى الواجهة. وفي سياق الانقسام في الكابينت بين نتنياهو وغالانت نشرت "شيريت أفيطان كوهين" مقالاً في صحيفة إسرائيل هيوم، تُظهر فيه حجم الاختلاف بين الشخصيتين ومدى الانقسام بينهما.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية إن "المؤتمرات الصحافية المنفصلة كانت مجرد رأس جبل الجليد في التوتر بين نتنياهو وغالانت، مؤكدةً أن نتنياهو خصص لغالانت مكاتب وأغلقها في وزارة الحرب، وأنّ غالانت بحث عن غرفة للاجتماع بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن".
واعتبرت الكاتبة "أن الإسرائيليين على موعد مع جولة أخرى من التوتر بين أبرز شخصيتين سياسيتين تديران الحرب على حماس منذ السابع من تشرين الأول الماضي والمسؤولتين عموماً عن أمن إسرائيل وهما نتنياهو وغالانت".
الصحيفة أشارت، كذلك، أنه "على الرغم من حقيقة أنه لم يكن لدى أحد أي أوهام حول العلاقة بين الاثنين منذ أن أمر نتنياهو بإقالة غالانت في آذار الماضي، إلا أنهما كانا حريصين على إظهار جبهة موحدة منذ بداية الحرب"، وقد تصدعت العلاقة أكثر، "عندما قال نتنياهو للصحفيين إنه طلب من غالانت الانضمام إليه في تصريح للإعلام، لكن الأخير رفض ولم ينفِ، وخلف الكواليس اتضح أن هذا ليس سوى غيض من فيض".
كشفت الصحيفة حجم التوترات بين مكتبي الرجلين، وانسحب ذلك على تأخير مشاورات خلال العمليات العسكرية وإغلاق غرف من قبل نتنياهو في وزارة الحرب لعقد اجتماعات دورية رغماً عن الوزير.
وأشارت إلى أن التوتر، تصاحبه حقيقة أنه منذ بدء الحرب، أمضى نتنياهو أياماً كثيرة في وزارة الحرب، مقر غالانت في الأوقات العادية، في حين أن مكتب نتنياهو يحجز له الغرف لأنواع مختلفة من الاجتماعات لمصلحة الحرب، يتعين على مكتب غالانت إجراء تعديلات في اللحظة الأخيرة، والبحث عن غرف من المخزون المفقود.
ومنذ بداية الحرب، أصبح بالإمكان إحصاء عدد جلسات الحكومة بأصابع يدٍ واحدة، وبإصبعٍ واحد اجتماعات كتلة حزب الليكود، وأضافت: لكن الوزير غالانت قرر التركيز على الحرب، وهو لا يحضر الاجتماعات من النوعين، موضحةً أنه عندما لم يحضر اجتماع كتلة الليكود (أول) أمس، أثار استياء زملائه في الكتلة.
وحسب الصحيفة، فإنه في محيط غالانت، "كان هناك بالفعل خشية من صورة مقسّمة بينه وبين نتنياهو، والتي من شأنها أن تنقل رسالة مفادها أنه مع استئناف القتال في غزة، فإن قادة الحرب غير قادرين على الالتقاء في غرفة واحدة، والتحدث إلى الجمهور، وقالت إن مكتب غالانت طلب السبت الماضي استدعاء الصحافيين لحضور "إحاطة عسكرية وأمنية" بشأن استئناف القتال، مؤكدةً أن "من انضم في وقت لاحق كان رئيس الحكومة، وصحيح أن مكتبه دعا غالانت للانضمام إلى المؤتمر الصحافي، المقرر عقده في وقت لاحق من ذلك اليوم، لكن مكتب غالانت رفض".
نشأت الفجوة القائمة بين نتنياهو وغالانت، قبل وقت طويل من 7 أكتوبر، وهي آخذة في التزايد مع تصاعد الأسئلة المعقدة سياسياً، والغرق في وحول غزة عسكريًا. في مقال لصحيفة معاريف الإسرائيلية يتحدث عن الخلاف الذي حصل بينهما، وحين رفض غالانت عقد مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في تل أبيب اعتمد نتنياهو على فريق الدعم الدائم الذي ظهر كل ليلة: وزير الدفاع غالانت والوزير غانتس. واعتبرت أن الانطباع العام الدائم كان "أن المسؤولين الكبيرين موجودان هنا لإعطاء الدعم، والثقل، والشرعية للمتحدث الرئيسي نتنياهو، ويبدو اليوم أن نتنياهو أراد الرد على خذلان غالانت.
المصدر: إسرائيل هيوم
الكاتب: غرفة التحرير