الإثنين 04 آذار , 2024 02:23

المشاركة الواسعة في الانتخابات انتصار للثورة الاسلامية في عيدها ال (45)

الانتخابات الإيرانية

لم تكن الحملة الاعلامية التي سبقت انتخابات مجلس الشورى الاسلامي في دورته ال 12 وكذلك الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة في إيران بالقليلة، فقد كانت حملة مسعورة عبر وسائل اعلام مختلفة وبمهنية وإنفاق مالٍ كبير تجلى في الوسائل الناطقة بالفارسية وقبل اربعة أشهر من بدء الانتخابات..

الحملة الاعلامية التي قادتها امريكا ودول الغرب وبعض الدول المطبعة ركزت على جملة واحدة "ضعف المشاركة" حتى انهم وضعوا نسباً وفق اهوائهم، وتكلموا نيابة عن الشعب الإيراني.

يوم الجمعة الموافق 1/3/2024 انطلقت الانتخابات صباحا وكان من المفروض ان تغلق الصناديق عند الساعة السادسة مساءً، فيما جلس المراقبون الناقمون ينتظرون ما كانوا به يحلمون من "ضعف المشاركة". مع الصباح تغير كل شيء، حين هرعت الملايين تنتظم في طوابير لتقول كلمتها بمن تنتخب، وكان الإمام السيد القائد اول المصوتين، ثم تبعته أرتال المسؤولين ورجال الدين والقادة بمختلف عناوينهم.

عند السادسة مساءً، كانت هناك الالاف تنتظر ان تدلي بصوتها، فاضطرت الجهة المشرفة ان تمدد الوقت لساعتين اضافيتين. نسبة المشاركة تجاوزت ال (40%‎) وبحضور العشرات من الوكالات ووسائل الاعلام الاجنبية، ومن الغريب ان الأعداء أنفسهم لم يشككوا بالنتيجة نظرا لشفافية الانتخابات وخشية ان يرتد عليهم كذبهم، ثم ليس من البساطة ان تشهد مشاركة (25) مليون ناخب وخلال نهار واحد فقط.

قناة "إيران إنترناشيونال" الممولة سعودياً كانت وسيلة الاعلام الأكثر حماسا لإبطال هذه الانتخابات ولم تبقِ معارضا واحدا على وجه الارض الاّ وجرجرته للقاء او تصريح.

التيار المبدئي هو الذي حصد الارقام العالية، بعد تمني الاعداء ان يخرج من معادلة ادارة الدولة، وبذا تلقى الأعداء ضربةً قاضية اخرى، بعد ان راهنوا على مسرحية الحجاب وما رافقها من شغب.

انا عدتُ من إيران قبل اسبوع فقط من الانتخابات، ولم اشهد الجلبة التي اشهدها بانتخابات الدول الاخرى حيث بالكاد ألمح لافتة تدعو للمشاركة او لانتخاب هذه الشخصية او تلك، وكأنّ صوتا داخليا يدعو هذا الشعب للمشاركة وكسر شوكة الاعداء. كانت آذان الشعب لا تصغي الا لقياداتها التي قادتها بأصعب الظروف واعقدها وعلى مدى (45) عاما، كان فيها الصراع على أشده مع الاستكبار العالمي، المتمثل بأمريكا التي تفردت بالعالم لكنها عجزت ان تتفرد بالشعب الايراني، الذي انشغل بالبناء والاعمار والصناعة والزراعة وبناء شخصية الانسان وفق العقيدة الاسلامية، فازدهرت البلاد وبات الشعب يأكل من رغيف ارضه ويشرب ماءها الزلال، ويلبس من حريرها وصوفها وقطنها، ويتداوى من عشبها ونباتها.

لقد كان لمعركة طوفان الاقصى الاثر على معنويات الشعب الايراني وهم يشاركون بالانتخابات دعما لغرة والمقاومة وشعبها الصابر لأنهم يعلمون ان الشخصيات المنتخبة عين لها على إيران واخرى على فلسطين، وباقي المسلمين بالعالم..

الشعب الايراني لم يخذل قياداته التي وقفت معه بأحلك الظروف، وهي تراهم يلبسون الخشن من اللباس ويأكلون البسيط من الطعام، وما همهم سوى خدمة شعبهم وبهذا نصرهم الله على اعدائهم.

نهاية هذا العام (2024) ستذهب امريكا الى انتخابات رئاسية وهم بأسوء حال، فالمجتمع الاميركي منقسم على نفسه اجتماعيا قبل الانقسام السياسي، وبعض الولايات تلوح بالانفصال، ونفوذها ينحصر على مستوى العالم، وحتما ذلك له انعكاسات على جميع مناحي الحياة..

ايران راهنت على الاسلام وامريكا راهنت على الشيطان (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)، والمشاركة الواسعة  للشعب  الايراني بانتخابات الشورى ومجلس الخبراء ..انتصار للثورة الاسلامية في عيدها ال(45).


الكاتب:

د.محمود الهاشمي

- كاتب وباحث عراقي




روزنامة المحور