السبت 16 آذار , 2024 11:56

شومر يدعو لانتخابات خلال الحرب: نتنياهو هو العَقبة!

خلال خطاب دام لـ 44 دقيقة، ابتدأه بالتذكير بهويته الدينية وانحيازه لليهود، وجّه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الديموقراطي تشاك شومر، ضربة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالدعوة إلى إجراء انتخابات للإطاحة به، بعد أن وضعه ضمن لائحة "العَقبات التي تقف بوجه حل الدولتين". كان بنيامين نتنياهو ليضع الخطاب في سياق التصريحات الشعبوية التي انهالت عليه منذ 7 أكتوبر، لكن ما يعطي الأمر بُعداً أكثر تعقيداً أن الرئيس الأميركي أكد على أن "شومر تواصل معه بشأن خطابه أمس فيما يخص إسرائيل" وأنه يراه "جيداً".

تناول شومر في خطابه ما أسماها "العقبات الرئيسية لحل الدولتين" وهي: "حماس، الإسرائيليون اليمينيون المتطرفون في الحكومة والمجتمع، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو). وقال ان حكومة الأخير "لم تعد تناسب احتياجات إسرائيل". ودعا إلى إجراء انتخابات في إسرائيل لجلب حكومة جديدة إلى السلطة، وقال إن نتنياهو "ضل طريقه من خلال السماح لبقائه السياسي بأن يكون له الأسبقية على المصالح الفضلى لإسرائيل".

وخلال حديثه عن "العقبة الرئيسية الثانية أمام السلام" قال بأنها وجود الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين في الحكومة: "أسوأ الأمثلة على هذا التطرف هما وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".

على الرغم من لهجته المؤيدة لإسرائيل، أثار خطاب شومر، غضب الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل، بما في ذلك العديد من المحافظين الجدد. وفي كتابه لمجلس العلاقات الخارجية، اتهم إليوت أبرامز، من مجلة إيران-كونترا، شومر بمحاولة تحويل إسرائيل إلى "مستعمرة أمريكية" من خلال التدخل في سياساتها.

وكتب: "إنها طريقة مخزية وغير مسبوقة للتعامل مع حليف وتدخل غير معقول في السياسة الداخلية لديمقراطية أخرى". وقد ردد مسؤولون إسرائيليون آراءه مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي صرّح على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه كلام شومر هو "تدخل سياسي خارجي في الشؤون الإسرائيلية".

في غضون دقائق، طالبت القيادة الجمهورية في مجلس النواب الأميركي بالاعتذار. وأعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل: "لا تخطئوا – فالحزب الديمقراطي ليس لديه مشكلة معادية لبيبي. لديها مشكلة معادية لإسرائيل". فيما اعتبر الائتلاف اليهودي الجمهوري أن "أقوى ديمقراطي في الكونغرس طعن الدولة اليهودية في الظهر".

‏من جهته، رد حزب الليكود بأن "إسرائيل ليست جمهورية موز بل ديمقراطية مستقلة وفخورة بانتخابها نتنياهو". كما كتب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هيرتسوغ على موقع X "ليس من المفيد، خاصة وأن إسرائيل في حالة حرب ضد منظمة حماس، التعليق على المشهد السياسي الداخلي لدولة ما، ولحليف ديمقراطي. إنه يؤدي إلى نتائج عكسية لأهدافنا المشتركة".

وانتقدت الحركة الأرثوذكسية بشدة شومر، ووصفت تصريحاته بأنها "مخيبة للآمال ومزعجة للغاية".

وفي رد فعل حذر، قالت حركة الإصلاح - وهي أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة - إنها تتفق مع جوهر تصريحات سيناتور شومر، لكنها تساءلت عما إذا كان ينبغي أن تقال.

في حين استثمر المنافس الأول لنتنياهو، يائير لابيد هذه اللحظة وقال بأن "خطاب شومر يدل على أن نتنياهو يخسر عن قصد كبار مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة".

من ناحية أخرى، ثمة من رأى أن استنكار الكيان التدخل الأميركي بشؤونه مثير للسخرية. اذ ان إسرائيل لم تكن ستواصل الحرب للشهر السادس لولا الدعم الأميركي العسكري والسياسي والدبلوماسي وحصنتها ضد قرارات وقف الحرب في مجلس الأمن مرات عدة باستخدام حق الفيتو. إضافة إلى ان واشنطن تخوض حرب البحر الأحمر نيابة عن "إسرائيل" للتخفيف من حدة الصراع واستقدمت مدمراتها للبحر المتوسط لأجل الدعم والمساندة ومحاولة ضبط الجبهات.

كما أن نتنياهو لم يرَ حرجاً عندما ألقى خطابات حماسية للضغط على الكونغرس لحمله على إصدار تشريع لصالح إسرائيل، ودعم بشكل أساسي مرشحيه السياسيين للمناصب خلال الانتخابات الأميركية.





روزنامة المحور