السبت 16 آذار , 2024 12:37

ما هي السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال شهر رمضان؟

الضفة الغربية والشرطة الإسرائيلية والقدس المحتلة

تمثّل الضفة الغربية، الساحة الثانية، بعد غزّة من حيث الأهمية والتي قد تشهد تحرّكًا شعبيًا واسعًا في ظل طوفان الأقصى لا سيّما مع قرب شهر رمضان المبارك، والذي يشكّل مرحلة حاسمة بالنسبة للكيان المؤقت الذي يخشى بشكل واسع من انخراط الضفة في المواجهة الحالية. وظهر ذلك جليًا في كثرة التصريحات والتحليلات العبرية في الفترة الأخيرة التي تحذّر من اشتعال الضفة وتوسّع نطاق التصعيد، لأنه في حال انفجر الوضع هناك سيكون الوضع أشدّ تعقيدًا وأكثر إيلامًا بالنسبة للكيان المؤقت وقوّاته. وكان الكيان الإسرائيلي، مع بدء معركة طوفان الأقصى قد سارع إلى إغلاق شامل للضفة الغربية، كما عزل المدن عن بعضها بحواجز عسكرية، وأطلق العنان لميليشيات المستوطنين لإثارة الرعب في مناطق التّماس، كما عمد إلى اغتيال مجموعة من الشبّان من خلايا المقاومة وقادة كتائب المخيمات.

السياسات المتوقعة خلال شهر رمضان

ترتفع احتمالات التشديد الأمني في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان، والتي ستتبلور عبر مجموعة من الخطط لمواجهة أي احتمال لاشتعال الأحداث في الضفة، ووفق التحليلات العبرية ظهرت بعض ملامح الخطة الأمنية التي قد تتبعها تل أبيب للتغلب على التحديات المقبلة، ومنها:

- تعزيز الشرطة الإسرائيلية وجودها في المدن المختلطة والمدن العربية بنفس الطريقة التي انتشرت بها بعد هجوم 7 أكتوبر.

- تكثيف جيش الاحتلال نشاطه العسكري في الضفة الغربية.

- السماح على نطاق أوسع باستخدام العنف ضد كل من يحاول إثارة الشغب، أو القيام بعمليات عسكرية تكتيكية موسعة في وقت واحد في عدة مدن خلال شهر رمضان.

- تقديم الدعم الواسع للشرطة في "جبل الهيكل" لشل قدرة من يحاول مهاجمتهم.

- اعتماد استراتيجية شاملة في القدس الشرقية، وتعزيز المنطقة بشكل كبير بأفراد من شرطة الحدود والحرس الوطني.

- شن عملية واسعة النطاق لمصادرة الأسلحة، واعتقالات وقائية في أحياء القدس الشرقية.

- ترك نتنياهو لجهاز الشرطة تحديد عدد المصلين الذين سيسمح لهم بالدخول وفق السعة واعتبارات السلامة فقط، فيما لن تفرض قيود فردية إلا بناء على معلومات استخباراتية، كما جرت العادة في الماضي. وذلك يفتح المجال أمام احتمال وجود مخطط لعمليات استفزاز من الشرطة الإسرائيلية على مداخل الأقصى وباحاته، لاختلاق مسببات ولفرض قيود لاحقًا على الدخول إلى المسجد الأقصى.

عوامل التصعيد من وجهة نظر الكيان المؤقت:

هناك عوامل ستؤدي دورًا حاسمًا في زيادة التوتر وحساسية الأوضاع في شهر رمضان:

- اتساع نطاق عمليات المقاومة.

- انتشار التحريض عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

- إجراءات مضادة واسعة من طرف قوات الأمن الإسرائيلية.

- تدهور الوضع الاقتصادي في الضفة بسبب استمرار منع دخول عمال فلسطينيين إلى الكيان.

- ضُعف الآليات الأمنية لدى أجهزة السلطة الفلسطينية بسبب احتجاز الكيان أموال السلطة.

إجراءات قيد التنفيذ

الإجراءات قيد التنفيذ التي يتبعها كيان الاحتلال:

- التضييق الأمني في الضفة والقدس بات كبيرًا للغاية، والشرطة دفعت بتعزيزات ضخمة.

- الكمائن المؤدية للطرق الرئيسية زادت، والشوارع الرابطة بين المدن والقدس الشرقية أغلقت بشكل كامل.

- الدخول للصلاة في المسجد الأقصى بات مستحيلاً لمن يقل عمره عن 60 عامًا.

- تعزيزات عسكرية ضخمة قرب الخليل ومناطق أخرى.

- تشديدات كبيرة على دخول السلع والمواد الطبية فالكيان يحاول خنق أهالي الضفة والقدس.

- جيش الاحتلال بدأ توزيع خطط العمل في شهر رمضان على التجار، والصلاة لن تكون في كل المساجد.

- الأسعار في ارتفاع كبير.

تعيشُ الضَّفة الغربية هذه الأيّام على الخطّ الفاصل بين الالتحام والانفصال في العَلاقة مع معركة طوفان الأقصى، فالبعض يتّجه نحو المواجهة، والبعض الآخر باتجاه الحفاظ على الوضع الراهن. إلّا أن المقاومة في قطاع غزة تعوُّل على الضفة الغربية كجهة يفترض أن يكون لها دور بارز في هذه المعركة، بالعودة إلى الذاكرة فإنَّ ثقل المقاومة في انتفاضة الأقصى كان في الضفة الغربية التي كانت مصدر الهجمات ضدّ الاحتلال. وعليه، تبدو أن المقاومة في الضفة تنتظر الوقت المناسب لإسناد غزة بأقل الخسائر الممكنة. ومن الممكن أن نشهد تصّعيدًا للعمليات الفردية والهبات الشعبية دون الوصول إلى فتح جبهة جديدة إلا إذا تطورت الأحداث إلى حرب شاملة.





روزنامة المحور