الثلاثاء 07 أيار , 2024 05:00

نتنياهو والكيان يقعان في فخّ عملية رفح

البدء في العمليات العسكرية في رفح

بعد موافقة حماس على اقتراح قدمه الوسيط المصري والقطري لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة، رد مجلس الحرب الإسرائيلي بقرار اجتياح رفح، وأرفق ذلك بقصف جوي ومدفعي، رغم أنه قرر أيضاً إرسال وفد إلى القاهرة لاستنفاد إمكان التوصل إلى اتفاق مقبول كما سماه.

في هذا السياق، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين: بأن مقترح الصفقة الذي وافقت عليه حماس، هو مقترح معدّل صاغه الأمريكيون مع قطر ومصر، وتم تعديله بدون علم إسرائيل، والشعور السائد هو أن "إسرائيل تم التلاعب بها" من قبل الولايات المتحدة والوسطاء الذين صاغوا "صفقة جديدة" ولم يكونوا شفافين بشأنها - كان ذلك بسبب رفض إسرائيل إرسال وفد إلى القاهرة في الأيام الماضية، وإسرائيل محبطة من طريقة تعامل الأمريكيين مع الأمر. (يمكنكم الاطلاع على نص الاتفاق بين فلسطين وكيان الاحتلال في نهاية التقرير).

ساعة الصفر بدأت في رفح

بدأت إذن عملية رفح التي لوّح بها نتنياهو مراراً، سبق ذلك تمهيد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لقواته، يوم الأحد، بقوله إن الاجتياح بات وشيكاً. في هذا الإطار تم احتلال معبر رفح اليوم بشكل كامل.

ستشارك في العملية بشكل أساسي ثلاثة فرق تابعة لجيش الاحتلال:

- الفرقة 162 وهي فرقة مدرعة نظامية في الجيش الإسرائيل، تتبع للقيادة الإقليمية الجنوبية.

- الفرقة 98 أو "فيلق النار" ويندرج تحت قيادتها لواء المظليين 35.

- الفرقة 99 "فرقة الشبح".

ستكون العملية مقسّمة على مراحل، في المرحلة الأولى سيتم اقتحام مربّع يحتوي 150 ألف فلسطيني، على أن يتم إجلائهم إلى منطقة الموصي. في هذا السياق، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، من السكان الفلسطينيين الإجلاء مؤقتا من الأحياء الشرقية لمدينة رفح إلى منطقة المواصي جنوبي غرب قطاع غزة، وهي منطقة تقع على الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس جنوباً، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب. وتمثل مساحتها 3% من مساحة القطاع الإجمالية (365 كيلومترا مربعا) وتم نصب خيم تتسع لـ400 ألف نازح فقط.

تقسم المواصي التي تبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، إلى منطقتين متصلتين جغرافياً، تتبع إحداهما محافظة خان يونس، في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، وتتبع الثانية محافظة رفح، وتقع في أقصى الشمال الغربي منها. تعدّ المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، وهي تفتقر للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات والإنترنت. في هذا السياق، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حسابها على منصة "واتساب"، إن "الهجوم الإسرائيلي على رفح سيعني زيادة المعاناة والوفيات بين المدنيين، والعواقب ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص".

في سياق متّصل، نقلت مجلة فورين بوليسي في تقرير عن جوناثان لورد، مدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد، القول إن "رفح ستبدو مختلفة جذرياً بعض الشيء"، مضيفاً أنها لن تكون خالية تماماً من السكان بالضرورة". وتابع لورد قائلا إن "عناصر حماس متحصنة ومستعدة على الأرجح للقتال من مواقع تمركزها حيث يمكنها الوصول إلى الأنفاق وإعادة الإمداد والقدرة على التسلل والهروب والتنقل".

ختاماً، من الجدير الإشارة أن المعارك ستجدد خارج رفح أيضاً، حيث عملت حماس في الفترة الأخيرة إلى تشديد استهداف ممر نتساريم الذي يعد قاعدة ارتكاز استراتيجية ويشطر قطاع غزة إلى نصفين، ومنع ثبات سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي عليه، ومن المتوقّع استكمال المعارك العسكرية للمقاومة على طول الممر لإفشال مخططات جيش الاحتلال العسكرية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور