الإثنين 19 شباط , 2024 01:27

موقف مصر والتناغم الأميركي-الإسرائيلي من عملية رفح

بنيامين نتنياهو وجو بايدن-حرب غزة

انطلاقاً من الأهداف التي وضعها الإسرائيلي منذ بداية الحرب على غزة والتي جاءت بالاتفاق مع الأميركي فإن العملية المرتقبة في رفح ليست محل خلاف بينهما، انما قد يكون الاختلاف في مسارات متعلقة بالمدة والكيفية. أما الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة ومعها دول أوروبا ليس ضغطاً حقيقياً ومؤثراً، فمنذ بداية الحرب كان يوجد مواقف عدة في مختلف العمليات والتي تستنكر أو تطلب من إسرائيل الضبط في عملياتها.

إسرائيل مصممة على التهجير ولا أحد يريد أن يتحمل تبعات هذا الموضوع، على غرار نكبتي الـ 48 والـ 67، وقد تكون هذه الحملة الإعلامية هي مقدمة لمواقف ما بعد العملية العسكرية في رفح للقول إننا ضغطنا على إسرائيل وطالبناها، أن تقوم بضبط العملية لرفع المسؤولية عنها.

الموقف الأميركي من عملية رفح

 ما قام به الجيش الإسرائيلي من تهجير للناس إلى رفح والذي هجر ما يقارب ثلثا سكان القطاع هو استكمال لمخطط وأهداف الحرب، (القضاء على حماس عسكرياً وسياسياً) وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، فإن واشنطن لديها نقاط ضغط كثيرة ان ارادت منع العملية، لكنها لم تقم بأي منها وأضف الى ذلك حتى مواقفها هي غير رافضة للعملية العسكرية في رفح لكنها اعلامياً تقول إنها تريدها عملية مدروسة من أجل التكلفة البشرية. ما تريده واشنطن هو ما تريده إسرائيل من هذه الحرب، القضاء على التهديد الذي تمثله حركة حماس للتركيز على جبهات أخرى تواجه الولايات المتحدة، فهي لن تستطيع التوجه الى منطقة صراع أخرى دون حل لما حصل في السابع من أكتوبر.

تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي

أيضا فيما يتعلق بالموقف الأميركي قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، رداً على سؤال خلال مؤتمر صحفي عمّا إذا كان الرئيس الأميركي قد هدد بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضت قدماً في خطتها لاجتياح المدينة: "واشنطن ستواصل دعم إسرائيل، وسنواصل ضمان حصولهم على الأدوات والقدرات اللازمة للقيام بذلك"، وفي تصريح آخر لـ جون كيربي وبحسب ما نقلت "رويترز" قال: "ربما سيتعين على واشنطن القبول باحتمال وفاة بعض المحتجزين". ورحب فيما زعمت فيه إسرائيل حول قيامها بعملية عسكرية حررت فيها أسيرين، ويدل ذلك على أنه قد تتفق الولايات المتحدة مع إسرائيل فيما يتعلق بالعملية العسكرية في رفح والتي من شأنها تحرير الاسرى ولو قتل البعض منهم.

موقف مصر من عملية رفح

التعزيزات التي يقوم بها المصري على الحدود مع رفح بحسب ما ينقل تشير على أنه هناك عملية والجميع يتحضر لها، يتحضر لها المصري من منطلق أمن الحدود، وحتى فيما يتعلق بالموقف المصري، فهو لا يرتقي الى أن يكون موقفاً ضاغطاً، وقد هددت مصر بتجميد الاتفاقية بينها وبين اسرائيل، وسحب السفراء، لكن هذا التهديد أو الموقف من شأنه أن يكون فترة من الزمن وتعود الأمور الى مسارها الطبيعي. أما فيما تعارضه مصر هو النزوح وتكلفته عليها، هي لا تريد أن تكون عرابة نكبة جديدة، ولا تريد أن تتحمل نتائج هذا النزوح.

مسألة الحدود مع مصر والمعبر هي من الأمور الأساسية في المعالجة الإسرائيلية، لأنّ القضاء على منبع تهريب الأسلحة هو هدف أساسي للحرب ولأن القضاء على حماس عسكرياً يتطلب السيطرة على الحدود مع مصر، من الممكن أن تلجأ إسرائيل بعد شنها العملية العسكرية على رفح الى تفويض مسؤولية هذه المنطقة الى جهة أيّ كانت لكن تحت رقابتها الأمنية.





روزنامة المحور