نقل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الأيام الثلاث الأخيرة أن قطر ومصر نقلتا إلى فريق التفاوض رد حركة حماس على مخطط صفقة التبادل، وأن الرد قيد الدراسة وسيصل الجواب الإسرائيلي لاحقاً إلى الوسطاء. وكانت قد ذكرت حركة حماس أنها أجرت مشاورات مع الوسطاء، من أجل رفع العدوان عن الشعب الفلسطيني، وقدمت الاقتراحات المؤدية لوقف الحرب.
يظهر سياق تعامل الحكومة مع الرد مرة أخرى سياسة نتنياهو في التملّص والمراوغة وعدم التصادم المباشر. وعلى الرغم مما أبلغ به نتنياهو نواباً في الكنيست بانفتاحه على وقف الحرب، نقلًا عن نيويورك تايمز من مسؤول مطلع، إلا أن جلسة تقدير موقف في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي شارك فيها نتنياهو وغالانت ورئيس الأركان هليفي خلصت إلى أن حوالي 700 عنصراً من حماس تضرروا في العملية البرية في رفح، وأوصت الجيش بالبقاء في محوري فيلادلفيا ونيتساريم واحتلال ممر فيلادلفيا.
تضليل الجمهور الإسرائيلي
بالرغم من إمكانية الترويج للصفقة على أنها تحقق مطالب نتنياهو وتسمح بتجدد القتال إن أرادت إسرائيل، إلا أن ذلك غير صحيح. إن تم التوقيع على الصفقة فإن وقف إطلاق النار سيكون مستمراً بين المراحل الثلاث وكذلك التفاوض دون تجدد إطلاق النار، وهو خلاف للتغريدات التي سيروجها بعض الوزراء لاسترضاء جمهورهم الإسرائيلي. (دورون كدوش - إذاعة الجيش الإسرائيلي. إن كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية الذين تم اطلاعهم على الاقتراح الجديد (موافقة إسرائيلية على وقف الحرب) يتم تسويق الاقتراح على أنه لا يتضمن التزاماً إسرائيليّاً بوقف الحرب، لكنهم "يكذبون ويحاولون خداع وتضليل مواطني إسرائيل").
توقيت الصفقة
بالنسبة لوقت المفاوضات، أكّدت مصادر في تل ابيب أنه "حتى لو قالت حماس نعم، فإن إغلاق المفاوضات سيستغرق وقتا طويلاً. ويجب عدم رفع سقف التوقعات - الأمر قد يستغرق أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وربما لفترة أطول، الطريق طويل وهناك تفاصيل مهمة قد تعرقل الصفقة في منتصفها - إذا كان السنوار مرنًا وإسرائيل مرنة، فستكون هناك صفقة، لكن لا أحد يستبعد احتمال أن تنفجر المفاوضات - الفجوات لا تزال كبيرة ويمكن إغلاقها عبر تفاوض مستمر وبتدخل من الوسطاء، لا تشير رحلة الوفد الإسرائيلي إلى حدوث اختراق لكن إلى بداية عملية تفاوض. الفخ الذي تنصبه حماس والبيت الأبيض لإسرائيل يقع في الفترة الانتقالية بين المرحلة الأولى والثانية من الصفقة". وبسبب معارضة سموتريتش وبن غفير واليمين المتطرف لأي صفقة تُنهي الحرب في غزة، فإن نتنياهو لا يزال يبحث عن طريقة تسمح له بإحباط الصفقة من دون أن يعتبر أنه المسؤول عن إحباطها. (ناحوم بارنياع - يديعوت)
وعليه، الضغط يزداد على نتنياهو في ظل الصدام مع المؤسسة الأمنية، واحتقان الشارع، والرهان على الوقت للمماطلة في تنفيذ الصفقة في ظل التصعيد غير المسبوق على الجبهة الشمالية، والموافقة الأمريكية على المقترح وفقاً لاعتراف مكتب نتنياهو نفسه، وغيرها من عوامل الضغط. هذه العوامل وفي طليعتها القرار والميدان الفلسطيني تنذر بأيام يُرجح أن تكون ساخنة حتى الأسبوع الثالث من شهر تموز الجاري، موعد خطاب نتنياهو في الكونغرس، إلا إذا سبق الأمر تحول في مسار السياسة الأمريكية تجاه إدارة نتنياهو للحرب. وحتى ذلك الوقت، تبقى سياسة الثعلب المتملّص تحكم آليات عمل نتنياهو؛ فهذه السياسة استراتيجية معتمدة لديه، والآليات التي لجأ إليها خلال الأيام الماضية واضحة الدلالة بعدم الجدية والمماطلة والابتزاز السياسي والاستفادة من الوقت ووضع العراقيل الجديدة ليعيد الكرة إلى ملعب حركة حماس مرة أخرى.