صدر عن مركز الجزيرة للدراسات، في الأول من تموز / يوليو 2024، كتاب جديد للباحث الفلسطيني علاء النجار بعنوان "رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني: المفهوم، التحديات، الفرص، سبل التعزيز". ويسلِّط هذا الكتاب الضوء على مفهوم الأمن القومي، ويستعرض المقاربات النظرية لهذا المفهوم، مبيّناً زوايا الخصائص والأبعاد والمستويات والفرص والتحديات، فضلًا عن استعراضه لمقاربات الدول الصغرى لكيفية تحقيق أمنها القومي.
ثم ينتقل الكتاب للتحدث عن الأمن القومي الفلسطيني من ناحية مفاهيمه ومرتكزاته وأبعاده، مستعرضًا الواقع الجيوسياسي الفلسطيني، ومراحل تطور العمل الأمني الفلسطيني، ومدى انطباق مفهوم الأمن القومي على الواقع الفلسطيني في ضوء خصوصياته والاختلاف حول وسائل تحقيق هذا المفهوم.
ويحاول الكتاب تقديم فهم للأمن القومي الفلسطيني في ظل المقاربات الأمنية المختلفة، وفي سياق البيئة الإستراتيجية الفلسطينية وتحدياتها الداخلية والخارجية.
أما التحديات التي تواجه الأمن القومي الفلسطيني، فقد قسَّمها الباحث النجّار إلى تحديات ضمن الدائرتين الفلسطينية والإسرائيلية، وتحديات أخرى خارجية ضمن الدائرتين الإقليمية والدولية. ففي الدائرتين الأوليين، تحدث النجّار عن أثر الانقسام وأزمة المشروع الوطني على الأمن القومي الفلسطيني، ثم أشار إلى هشاشة النظام السياسي لاسيما في ظل الدور الذي تمارسه السلطة الفلسطينية حسب اتفاق أوسلو، فضلًا عن إشارته إلى أزمة الهوية الوطنية الفلسطينية، والفساد المستشري في بعض مؤسسات السلطة، بالإضافة إلى التجزئة الجغرافية القسرية للشعب الفلسطيني ومشكلتي العمالة والجاسوسية، وظاهرة فوضى السلاح والانفلات الأمني.
أما التحديات ذات الصلة بالدائرة الإسرائيلية فقد تحدث النجّار عن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي المستمر لخدمة الأمن وما يتبعه من سيطرة على الأرض الفلسطينية والحصار الخانق لقطاع غزة والمجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الهيمنة الإسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني وتبعية الأخير لها.
وفيما يتعلق بالدائرتين الإقليمية والدولية، والتحديات الناجمة عنهما وتأثيرهما على الأمن القومي الفلسطيني؛ فقد تمت الإشارة إلى موضوع غياب الحليف الدولي الإستراتيجي للفلسطينيين، وإلى أثر التحالف الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة على الأمن القومي الفلسطيني، فضلًا عن التحديات ذات الصلة بطبيعة النظام الدولي وتركيبة مجلس الأمن الدولي وتأثير ذلك على تحقيق العدالة وتطبيق القوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.
واختُتم الكتاب بالحديث عن الفرض المتاحة للأمن القومي كالعامل الديمغرافي واستمرارية المقاومة بأشكالها المتنوعة، فضلًا عن قدرات الشعب الفلسطيني في الشتات، بالتزامن مع منع إسرائيل وفشلها في إنهاء الوجود الفلسطيني، وأخيراً بما يتعلق بمحدودية القدرات العسكرية الإسرائيلية في المواجهات والحروب والمعارك غير المتماثلة (حروب الشوارع والأنفاق).
وقد أشار الكاتب إلى ما يمثله العمق العربي والإسلامي من فرص للأمن القومي الفلسطيني، والحضور والزخم الذي اكتسبته القضية الفلسطينية على صعيد الرأي العام العالمي، لاسيما بعد الحرب الدائرة الآن في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر الماضي.
المصدر: مركز الجزيرة للدراسات
الكاتب: علاء النجار