الثلاثاء 11 حزيران , 2024 02:03

بلينكن يدرس نوايا نتنياهو: وقف الحرب يحتاج مزيداً من الضغوط!

انفجرت الخلافات الداخلية في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي أخيراً. وعلى الرغم من ان استقالة الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي ايزنكوت لن تؤدي الى انهيار الحكومة، إلا أنها تضع بنيامين نتنياهو في موقف صعب، يواجه خلاله ضغوطات متزايدة من حلفائه الذين يرفضون التعامل مع حكومة يمينية متطرفة، ومن الاحتجاجات التي ستتزايد في شارع كابلان، بعد انسحاب غانتس الذي كان يوجّه أصوات المعارضة من داخل مجلس الحرب.

اتهم كل من غانتس -وهو المرشح الأبرز لتشكيل الحكومة المقبلة- وآيزنكوت، من حزب معسكر الدولة الذي يضم 12 نائباً من أصل 120 في الكنيست، نتنياهو بالفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، وباتباع سياسات تخدم مصالحه الخاصة.

لا تزال حكومة نتنياهو تحظى بدعم 64 نائباً، وطالما تحظى بثقة 61 نائباً فهي مخولة بالاستمرار. في حين أن الضغوط التي باتت تتعرض لها الحكومة بعيد الاستقالة آخذة بالتزايد.

تترك الاستقالة نتنياهو أكثر ولاء للسياسيين اليمينيين المتطرفين الذين يهيمنون على ائتلافه في وقت يتعرض فيه لضغوط دولية مكثفة بسبب تعامله مع الحرب في غزة. ويشير أحد الدبلوماسيين الغربيين في حديثه لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أنه "كان يُنظر إلى غانتس على أنه تأثير معتدل...بدونه في الائتلاف، سيكون لدى نتنياهو مساحة أقل للمناورة".

من جهتها، اعتبرت صحيفة Le Temps السويسرية، ان "بنيامين نتنياهو يجد نفسه الآن على خط المواجهة.. سيكون أكثر عرضة للنقد. من جانب حلفائه اليمينيين المتطرفين، ومن جانب شركائه الأكثر وسطية، ومن جانب الحليف الأميركي. كل المسؤولية والضغط سيقع عليه شخصياً".

الباحثة في المجلس الأطلسي الأميركي، كسينيا سفيتلوفا، حذرت من أن رحيل بيني غانتس "يهز التوازن السياسي"، مشيرة إلى الرسالة الرسمية التي كتبها مساء الأحد وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير. زعيم حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف، الذي طالب بدخول حكومة الحرب. وقالت "الشركاء اليمينيون المتطرفون بن غفير وسموتريتش، المؤيدان للاستعمار في غزة، لحرب بأي ثمن، سيطالبون بالمزيد من النفوذ في صنع القرار. وسيجد نتنياهو صعوبة في إرضائهم مع الحفاظ على توازن معين مع شركائه الأميركيين والأوروبيين وجيرانه العرب. هذا سيؤدي إلى نقص كبير في الشرعية".

وتعتقد عضو الكنيست الإسرائيلي السابق كسينيا سفيتلوفا أن هذه "الديناميات الجديدة" داخل حكومة الحرب ستؤدي في نهاية المطاف إلى "زعزعة استقرار" الحكومة. وتختتم قائلة: "في نهاية المطاف، سيتعين على نتنياهو الاختيار بين حلفائه اليمينيين المتطرفين، الذين يضمنون بقاءه السياسي، وبقية العالم".

ويرى البعض أن هذه الاستقالة قد تشعل الشارع الإسرائيلي. اذ ان بوجوده داخل مجلس الحرب "كليبرالي" كان يتمكن من توجيه جزء من غضب المعتدلين. "سيكونون أكثر غضباً ضد نتنياهو وحلفائه اليمينيين المتطرفين الآن. ستزداد المظاهرات".

على المقلب الآخر، ثمة من يعتقد أن استقالة غانتس وايزنكوت كانت بتوجيه أميركي لزيادة الضغط على نتنياهو وبدء الحديث الجدي لوقف الحرب على بعد أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية دون أن يحقق الرئيس جو بايدن انتصاراً في السياسة الخارجية وعدد من الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية يحملون الجنسية الأميركية.

في حين كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته الثامنة إلى المنطقة منذ عملية "طوفان الأقصى"، أن "نتنياهو أكد التزامه بالمقترح". معتبراً ان "بيان حماس الذي يدعم قرار الأمم المتحدة بادرة تبعث على الأمل".

ومع اليقين الأميركي ان تحرير بقية الأسرى لن يكون إلا نتاج عملية تفاوضية جدية بين الطرفين، ذهبت الإدارة الأميركية إلى خيار التفاوض الجانبي مع حماس لإطلاق سراح حاملي الجنسية الأميركية وهذا ما تعتبره عائلات الأسرى "خيانة" لبقية الرهائن، ويجعل من الضغوط التي تمارس على نتنياهو تأخذ أشكالاً عدة، كلها تصب لصالح وقف إطلاق النار.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور