الخميس 15 آب , 2024 02:51

جولة من غير حماس: نتنياهو يقيّد المفاوضات؟

انطلقت جولة جديدة من المفاوضات بغياب طرف رئيسي فيها، بعد أن أعلنت حركة حماس عدم مشاركتها حتى "لا تعطي الاحتلال مزيداً من الوقت لارتكاب المجازر". في حين وصفت هذه الجولة بأنها "الأكثر دارماتيكية"، لربطها بتوقيت رد قوى المقاومة على عمليات الاغتيال. كما وصفها الاعلام الإسرائيلي بأنها قد تكون بمثابة مفترض طرق بين وقف الحرب او الانتقال إلى مرحلة أخرى من التصعيد والحرب الإقليمية.

أشارت حركة حماس في بيان لها رداً على دعوتها لجولة جديدة من المفاوضات إلى أن "مزيد من جولات التفاوض، توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية". وعليه، لم ترسل الحركة وفداً مفاوضاً. واقتصر الاجتماع الرباعي على رئيس الحكومي القطري محمد بن عبد الرحمن، رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك إضافة لرئيس الشاباك رونين بار، ممثل الجيش نتسان ألوني والمستشار السياسي لرئيس الحكومة أوفير فليك. في حين أن وجود أعضاء من حماس في العاصمة القطرية الدوحة، سيسمح للوسطاء بتمرير الرسائل واطلاع الحركة على مستجدات الجولة التي من المفترض أن تستمر ليومين.

وفي الوقت الذي تناقلت وسائل اعلام عبرية أن بنيامين نتنياهو يبدي خلال هذه الجولة بعضاً من المرونة، حيث أعطى الوفد المفاوض "بعض الهوامش"، يعكس حضور فليك عكس ذلك. اذ يعتبر الأخير عين نتنياهو في المفاوضات وكابحاً لأي مبادرة قد تطرح.  خاصة وأن حماس من جهتها كانت قد أكدت، على أن "ما وافقت عليه سابقاً، أي اتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، هو الأساس الوحيد الصالح للتفاوض، وعلى إسرائيل أن توافق عليه، لا أن تقدّم مقترحات جديدة".

كما نقلت NBCنيوز الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ نتنياهو أضاف شروطًا منذ أيار/مايو الماضي، أدّت إلى تعقيد مفاوضات غزة. وأوضح المسؤولون أنّ شروط نتنياهو "تمثّلت في احتفاظ القوات الإسرائيلية بالسيطرة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، وفرض مزيد من القيود على الفلسطينيين الذين يسعون للعودة إلى منازلهم شمالي القطاع".

من ناحية أخرى، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان على أن "الحركة الفلسطينية تفقد الثقة في قدرة الولايات المتحدة على التوسط في وقف إطلاق النار في غزة". وأشار إلى إن "حماس لن تشارك إلا إذا ركزت المحادثات على تنفيذ اقتراح مفصل من قبل بايدن وتم تأييده دولياً".

يستمر نتنياهو في نهجه بشراء الوقت. اذ الوقع الذي وفرته واشنطن التي تخوض تحديات انتخاب رئيس جديد، في سباق تنافسي محتدم بين الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، يسمح لنتنياهو بالمناورة. وهو بذلك يلعب على حَبلي السياسة الأميركية، من ناحية يقدم "مسرحية" يقنع فيها الرأي العام الأميركي أنه يذهب إلى المفاوضات لوقف الحرب، تماشياً مع إرادة الإدارة الديموقراطية في حال فازت هاريس لاحقاً، ويستمر بالمماطلة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية آملاً فوز ترامب.

لا يخفي نتنياهو هذه الحقيقة في تصريحاته التي تعكس رغبة في استمرار الحرب، غي ظل تأكيده على تحقيق "النصر الحاسم"، على الرغم من عدم تفنيده لمعنى ذلك، دون وضع بنود فضفاضة تتغير في كل جولة.  كما أن تأكيده على أنه "يدرك اتساع رقعة الحرب ومخاطر تحولها إلى صراع إقليمي" وهو "مستعد لخوضها"، تعكس نظرته لجولات التفاوض التي لا يعول عليها بشكل جدي.

بينما يربط البعض تأخير رد قوى المقاومة على اغتيال القياديين في حزب الله وحماس في بيروت وطهران إلى حين انتهاء الجولة الحالية، يترقب كيان الاحتلال بقلق بالغ الأيام المقبلة، خاصة وأن توسعة الحرب تعني أن النار ستحاصره من جهات عدة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور