الجمعة 10 أيار , 2024 04:12

لابيد: نتنياهو سجين المجنونين بن غفير وسموتريتش

بايدن ونتنياهو والحرب في غزة

أحدثت موافقة حماس يوم 6-5-2024، على مقترح الوسطاء مفاجأة بالنسبة لكيان الاحتلال وصعوبة على مستوى التعامل مع القرار المتخذ، إلا أن نتنياهو سارع في الإعلان عن بدء عملية رفح التي لا تزال "محدودة" إلى الآن. في هذه الليلة وضعت حماس نتنياهو أمام خيارين إما أن يقف عند هذا المفترق من الحرب، وإما أن يستمر في خيار استمرار الحرب، فاختار المضي في عملية عسكرية في رفح. من النقاط التي سجّلت لحماس أنها أدخلت الكيان في صورة التعنّت في حرب يواجه بها العالم، وفي مقابل طرف يوافق على شروط لإنهاء الحرب، بالإضافة إلى دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء ضاغط على نتنياهو، عند تصريح بايدن بأن الإدارة الأميركية لن تقوم بتزويد الكيان بالأسلحة التي استخدمت تاريخياً إذا دخلوا رفح.

منذ إعلان حماس الموافقة على مقترح وقف إطلاق النار، بدأت المواقف الإسرائيلية بالانقسام بين رافض ومؤيد لوقف إطلاق النار، وبدأت معها العلاقة مع الولايات المتحدة أكثر جفاءً.

أبرز المواقف الإسرائيلي المؤيدة لوقف إطلاق النار

- إذاعة الجيش الإسرائيلي عن رئيس الموساد السابق - 8/5/2024: "سأوقف الحرب في غزة لو كان المقابل استعادة جميع الرهائن. لا معنى للقتال في رفح بعد كل هذه الأيام من بدء الحرب".

- مسؤول إسرائيلي رفيع، للقناة 13 - 8/5/2024: "نحن نتجه بسرعة نحو الحائط؛ نتنياهو لا يسمح للمفاوضات بالتقدم".

- يائير لابيد، زعيم المعارضة في إسرائيل - 9/5/2024: "إذا لم يطرد نتنياهو بن غفير اليوم فإنه يعرض كل جندي ومواطن في دولة إسرائيل للخطر".  غانتس وآيزنكوت وغالانت لن يكتفوا هذه المرة بالإدانات، وعليهم المطالبة بإقالة إيتمار بن غفير". "إسرائيل بحاجة إلى صفقة وعلينا استنفاد التحرك في القاهرة لإعادة المختطفين إلى الوطن. عرضت على نتنياهو شبكة أمان وهو لم يقم بالصفقة لأنه سجين المجنونين بن غفير وسموتريتش".

أبرز المواقف الإسرائيلية المعارضة لوقف إطلاق النار

- بنيامين نتنياهو: 6/5/2024: "إسرائيل مستعدة لتعليق القتال في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن. لا يمكن قبول مطالب حماس بإنهاء الحرب وسحب القوات من غزة، وترك حماس في السلطة. إسرائيل لن تقبل شروطا تصل إلى حد الاستسلام، وستواصل القتال حتى تحقيق أهداف الحرب".

- وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش - 6/5/2024: "إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب على قطاع غزة سيكون بمثابة كارثة وينبغي بدء عملية عسكرية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، الآن".

- وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير – 6/5/2024: "هناك إجابة واحدة فقط على مناورات وألاعيب حماس: أمر فوري باحتلال رفح. زيادة الضغط العسكري، واستمرار القصف حتى هزيمة حماس بشكل كامل". "لن نسمح بمرور أو توقيع أي صفقات غير مشروعة مع حماس".

- المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية 9/5/2024: أكد مجددًا أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب مع ترك حماس في السلطة.

- يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي – 9/5/2024: "سنستمر في محاربة حماس حتى تدميرها وليست هناك حرب أكثر عدالة من هذه الحرب".

الموقف الأميركي المتعلق بشحنة الأسلحة لإسرائيل

يحاول الأميركي الحفاظ على مصالحه ومنها مصالح الكيان، من خلال دفع نتنياهو إلى خيارات تكتيكية أكثر عقلانية، وضبط جماح إسرائيل، وذلك عبر التهديد بقطع "الذخائر عالية الحمولة"، والإصرار على إدخال المساعدات الإنسانية. في هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن البيت الأبيض القول بأنه " لم يتم أخذ قرار نهائي بشأن الشحنة التي تم تعليق إرسالها لإسرائيل" وأضاف المصدر " طرحنا على إسرائيل بعض البدائل لكيفية ملاحقة عناصر حماس".

يتخوّف الداخل الإسرائيلي من الضغوط الأميركية المتزايدة باتجاه إبرام صفقة، خاصة وأن الإدارة الأميركية من تدير عملية التفاوض، باعتبار أن أي صفقة ستؤدي إلى هزيمة الكيان ما لم يستطع تحقيق هدف القضاء على حماس، ما دفعه بالتالي إلى بدء عملية رفح.

وفي السياق، بدأت حملة إعلامية وسياسية على بايدن، حيث شكّلت قضية حجب المساعدات عن الكيان مرتكزًا للهجوم على سياسة الإدارة الأمريكية في التنازل أمام حركة حماس. وتمارس الحملة ضغطاً كبيراً مع شدّة في الخطاب التحريضي والاتهامي، وتؤكّد شدة تأثير منع المساعدات على سير العملية العسكرية الإسرائيلية.

كقول الكاتب John Podhoretz "لا يستحق بايدن سوى الإدانة واللوم والازدراء الشديد لإعلانه الليلة أنه سيحجب كميات كبيرة من المساعدات التي تمت الموافقة عليها مؤخراً لإسرائيل". ونشر الصحفي المتطرف رايان غريم تغريدة تلخص كارثة بايدن بشكل مثالي: "المفارقة هي أن بايدن، بعد أن فقد دعم كل من عارض ما تفعله إسرائيل، سيفقد الآن دعم كل من يحب ما تفعله إسرائيل".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور