الأربعاء 12 حزيران , 2024 03:55

الشهيد طالب عبدالله: احترف المقاومة والقيادة منذ الطلقات الأولى

الشهيد القائد طالب عبد الله "أبو طالب"

القائد طالب سامي عبدالله "أبو طالب"، اسمٌ لطالما عرفته محاور وجبهات المقاومة خلال أكثر من 4 عقود، وذاقت بأسه أعداؤها، من جنوب لبنان وفلسطين، الى كل مكان طلبت منه قيادة المقاومة أن يكون. فهو المقاوم المغوار منذ ريعان الشباب، وهو القائد والمدير والمخطّط والنموذج، وهو مثال الأخلاق الحميدة والإيمان الراسخ والعقل الراجح، وكل ذلك في إطار تأدية التكليف. فهو المقاتل منذ الطلقات الأولى، وهو الذي خاض أشرس المواجهات والمعارك، وهو الذي درّب وأعدّ وخطّط وجهز لكافة أشكال المواجهة، وصنع مع رفاقه المجاهدين والقادة الانتصارات.

لذلك كان هدفاً لإسرائيل منذ سنوات، ولم تستطع النيل منه إلّا بعد مرور 249 يوماً من معركة طوفان الأقصى، لينال عندها الأمنية التي سعى إليها: شهيداً على طريق القدس.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة القائد أبو طالب؟

_ من مواليد 20 آذار / مارس 1969، وهو من قرية عدشيت إحدى قرى قضاء "مرجعيون" في محافظة "النبطية".

_ يعدّ من قدامى المجاهدين في المقاومة الإسلاميّة التي التحق بها في العام 1986، عندما كان عمره 17 عاماً. وبدأ عمله في محور صديقين، الذي ساهم بتحويله مع رفاقه إلى مصدر خطر على قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحيث ففُعّلت فيه الدوريات والكمائن وزرع العبوات وتحول الى منطلق لتنفيذ العمليات داخل الشريط.

_ في العام 1992، تسلم قيادة محور صدّيقين، وفي تلك الفترة قرّر مع رفاقه رفع مستوى مواجهة إسرائيل من خلال التخطيط لعملية بحرية داخل فلسطين المحتلة.

_ شارك بالكثير من العمليات الهجومية ضد مواقع الاحتلال، منها اقتحام موقع رشاف، ونسف موقع بيت ياحون، وغيرها الكثير.

_كان أحد قادة عمليات تحرير جنوب لبنان في أيّار / مايو 2000، وأوّل الداخلين إلى مركز قيادة الجيش الإسرائيلي في بنت جبيل "موقع الـ 17" ومركز قيادة العملاء. ومن أكثر الأمور التي ركّز عليها حينها: تنظيم حركة دخول الأهالي الى القرى، ورفع الجهوزية للردّ على أي اعتداء، وعدم وقوع عمليات ثأر من العملاء، ومواكبة التحضيرات لاحتفال النصر المركزي في ملعب بنت جبيل.

 

 

_ في العام 2006، تسلًم مسؤولية قيادة محور بنت جبيل، فهو الذي قاد عمليات المقاومة في هذا المحور خلال حرب تموز / يوليو من ذلك العام، واستطاع إفشال كل الخطط العسكرية الإسرائيلية وأبرزها خطة الوصول الى ملعب بنت جبيل لضرب خطاب بيت العنكبوت. وقد استمر بقيادة هذا المحور حتى العام 2015، ليتسلم بعدها مسؤولية نائب قائد وحدة "نصر"، ومن ثم قائد الوحدة عام 2016.

وتعدّ هذه الوحدة الجغرافية من أبرز وحدات حزب الله، كونها تشكل النسق الدفاعي الأول لحزب الله عن جنوب لبنان. فهي الوحدة التي تتقاسم منطقة عمليات جنوبي نهر الليطاني بالشراكة مع وحدة عزيز، وتشرف على نطاق عملياتي مهم جدا يبدأ من منطقة بنت جبيل وصولاً إلى مزارع شبعا.

_ خلال حرب الدفاع عن سوريا، شارك في معارك منطقتي ريف حلب وسهل الغاب.

_ وصفته قناة الجزيرة بالقائد التاريخي في المقاومة الإسلامية، كاشفةً بانه انخرط في جبهات القتال في حرب البوسنة أوائل التسعينات، إلى جانب القائد علي عزت بيجوفيتش.

_في المرحلة التي سبقت عملية طوفان الأقصى، كان يتفقد باستمرار الشريط الحدودي ويعمّق معرفته بكل تفاصيل الاحتلال، من التشكيلات إلى القدرات وصولاً إلى دراسة المواقع وتجهيزاتها.

_تعد موقعية أبو طالب قبل استشهاده في معركة طوفان الأقصى بمثابة قائد لواء نظامي، فهو المسؤول العسكري الأعلى عن كل عمليات المقاومة في منطقته الجغرافية، التي خيضت في إطار دعم المقاومة الفلسطينية، والتي استهدفت اللواء الشرقي من فرقة الجليل (الفرقة 91).

لذلك وفي إطار الجانب الإعلامي للمعركة، اختارته قيادة المقاومة عدّة مرات لكي يقوم بتبيين واقع الجبهة وتأثيرها على الكيان المؤقت، للوفود الإعلامية والسياسية، كما تولى أيضاً التنسيق مع المجموعات التابعة للمقاومة الفلسطينية والناشطة في لبنان.

_ من الصفات الشخصية اللافتة فيه: اهتمامه الكبير بالثقافة والمطالعة خاصةً الكتب الهادف، التواضع الكبير والوجه البشوش، حرصه الدقيق على أداء التكليف بأفضل وجه ولو كان بما لا يتوافق معه، الدقة والاستفسار عن التفاصيل.

الاستشهاد

في الـ 11 من حزيران / يونيو 2024، نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 3 غارات متتالية على منزل في بلدة جويا – جنوبي لبنان، والذي كان الحاج أبو طالب ورفاقه يتواجدون فيه. أما رفاقه فهم الشهداء: محمد حسين صبرا الملقب بـ "باقر"، وعلي سليم صوفان الملقب بـ "كامل"، وحسين محمد حميد الملقب بـ "ساجد".

وذكرت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية لوكالة رويترز تعليقاً على الحادث، أن أبو طالب هو أرفع قائد لحزب الله يتم القضاء عليه منذ بداية الحرب.

وقد نعته العديد من حركات المحور، مثل كتائب سيد الشهداء في العراق وحركة حماس والجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين.

 فقد ذكر بيان الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو الاء الولائي، ان الشهيد أبو طالب كان رفيقاً للشهداء القادة سليماني ومغنية، وشارك في كل المعارك منذ العام 1982، وأنه لم يدر ظهره للعدو يوماً.

أما ألوية الناصر صلاح الدين فقد وصفته في بيانها بأنه الشهيد المجاهد القائد الكبير، موجّهة التحية لحزب الله على مشاركته في معركة دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، بالإضافة الى كافة جبهات إسناد محور المقاومة.

وفي بيان نعي وتعزية حركة حماس، وصفته الحركة بـ"القائد الكبير في المقاومة الإسلامية في حزب الله، الذي ارتقى شهيداً... دفاعاً وإسناداً ومشاركة بطولية في معركة شعبنا الفلسطيني في طوفان الأقصى، وبعد حياة جهادية حافلة في ضرب العدو الصهيوني، ودكّ معاقله في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة". موجّهة ً التقدير لحزب الله على جهوده خلال معركة طوفان الأقصى، واصفةً دماء الشهداء بانها التي ستعبد الطريق نحو تحرير الأرض والمقدسات.

أمّا حركة الجهاد الإسلامي، فأكّدت في بيانها بأن "أبو طالب" كان له "حضور كبير ومميز في مسيرة المقاومة، وعلى وجه الخصوص في المواجهات البطولية ‏التي يقدمها مجاهدو حزب الله على جبهة الجنوب اللبناني دفاعاً عن لبنان ودفاعاً عن ‏فلسطين وشعبها المجاهد في قطاع غزة والضفة الغربية".


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور