الإثنين 15 تموز , 2024 04:19

واشنطن بوست: لتجنّب الحرب تطالب إسرائيل بانسحاب حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني

الجبهة اللبنانية بين حزب الله وكيان الاحتلال

في ظل تصاعد وتيرة التهديد الإسرائيلي بالحرب على لبنان، تكثر التحليلات التي تعتبر الحرب مغامرة إسرائيلية لن تنتهي بعدة أيام أو أسابيع، وسط "إرهاق" يعاني منه جيش الاحتلال نتيجة الغرق في مستنقع غزة ما يردع "إسرائيل" من اشعال حرب أخرى في لبنان أكثر اتساعاً.

في هذا الإطار، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً بعنوان "الجيش الإسرائيلي، الذي أرهقته غزة، يتطلع بحذر نحو الحرب في لبنان"، تشير في متنه إلى المخاوف والأضرار الإسرائيلية من حرب واسعة على لبنان، معتبرتاً أن جنود الاحتلال مرهقون وموارد إسرائيل مستنفذة.

النص المترجم للمقال

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في زيارة للحدود اللبنانية الشهر الماضي إن إسرائيل "مستعدة لعملية عسكرية كثيفة". وهدد وزير الدفاع يوآف غالانت بإعادة لبنان "إلى العصر الحجري".

لكن خلف هذا الموقف، هناك مخاوف متزايدة داخل إسرائيل من أن جنودها مرهقون ومواردها مستنفدة بعد أطول حرب في البلاد منذ عقود. تسعة أشهر من الهجمات المتتالية ضد حماس في قطاع غزة ولم تقهر الجماعة، ولم يحدد نتنياهو المحاصر سياسياً بعد "استراتيجية الخروج". وفي لبنان، ستواجه إسرائيل عدواً أكبر حجماً وأفضل تسليحاً وأكثر احترافية، كما يحذّر الخبراء، بدخول في مستنقع عسكري أعمق من مستنقع غزة.

تقول كل من إسرائيل وحزب الله إنهما يفضّلان حلاً دبلوماسياً، لكن لا يبدو أن أيّاً منهما مستعد لتقديم هذا النوع من التنازلات التي سيتطلبها مثل هذا الحل. والنتيجة هي ركود مضطرب، مع ارتفاع عدد القتلى؛ والمدن الحدودية المهجورة، وأشجارها المثمرة؛ وتزايد الضغط من النازحين الإسرائيليين على الحكومة...

الدمار الحاصل حتى الآن مجرد لمحة صغيرة عن الدمار الذي من المرجح أن يلحقه حزب الله في حرب واسعة النطاق - من المتوقع أن يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وقصف للصواريخ على نطاق واسع أيضاً، والقتال البرّي المكثف ضد المقاتلين المدربين جيداً والمجهزين جيداً الذين يقاتلون في تضاريس مألوفة. يُعتقد أن حزب الله لديه أكثر من ضعف عدد مقاتلي حماس، وأكثر من أربعة أضعاف عدد ذخائرها، بما في ذلك الصواريخ الموجّهة. يتم الآن التعبير علانية عن المخاوف من أن إسرائيل غير مستعدة للدخول في الحرب.

قال يوئيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وهو الآن زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي: "إسرائيل معتادة على خوض حروب قصيرة. ولكن بعد تسعة أشهر، أصبح جيش الدفاع الإسرائيلي مرهقاً، وتحتاج معدّاته إلى العناية، وقد استنفدت الذخائر، وتتأثر كل أسرة في إسرائيل بذلك".

حتى الصراع منخفض الحدة نسبياً على طول الحدود تسبب في خسائر فادحة في جنود الخطوط الأمامية. تم نشر جندي احتياط إسرائيلي يبلغ من العمر 25 عاماً، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بما يتماشى مع البروتوكول العسكري، في شمال إسرائيل في 7 أكتوبر. وقال إن "الإرهاق" تراكم تحت النار لمدة أربعة أشهر.

يقول الخبراء إن الحرب الإسرائيلية اللبنانية ستكون كارثية لكلا الجانبين.

بعد نشر لقطات بطائرة مسيرة الشهر الماضي للميناء في مدينة حيفا الإسرائيلية، حذر زعيم حزب الله حسن نصر الله من حرب "بدون قواعد وبدون سقف". يوم الثلاثاء، نشر وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس على موقع  X "نصر الله، إذا لم توقف التهديدات والعنف وانسحبت إلى نهر الليطاني، فاعتبر لبنان مدمّر".

قال جوزانسكي إن الغزو الإسرائيلي للبنان يمكن أن يكون "فخًا"، مما يدفع إسرائيل إلى حرب شاقّة أخرى دون نهاية للعبة.

وقال "هناك اعتقاد كاذب في إسرائيل بأن الحرب هناك يمكن أن تنتهي في عدد من الأيام أو الأسابيع". كما أن مشاهد الدمار في لبنان ستكثّف الضغط الدولي على إسرائيل وتزيد التوترات مع واشنطن.

في الشهر الماضي، قال نتنياهو إنه هناك "انخفاض كبير في شحنات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل"، وأنه تم تسليم "القليل" فقط منذ ذلك الحين - وهو ادعاء نفاه المسؤولون الأمريكيون بشدة. وقال مسؤولون أمريكيون يوم الأربعاء إن بعض القنابل المحتجزة منذ أيار/ مايو في طريقها الآن إلى إسرائيل.

لتجنب حرب لبنان، يطالب المسؤولون الإسرائيليون - من خلال الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين - حزب الله بالانسحاب على بعد حوالي 10 أميال شمال الحدود، بعد نهر الليطاني، وهو ترسيم عسكري تم الاتفاق عليه في نهاية حرب 2006...


المصدر: واشنطن بوست

الكاتب: Shira Rubin and Lior Soroka




روزنامة المحور