الإثنين 15 تموز , 2024 04:28

من مصلحة إسرائيل إبقاء منطقة الجولان خارج المواجهة مع لبنان

منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي، شكّلت منطقة الجولان بالنسبة للاحتلال رقعة جيوستراتيجية هامّة (يضم الجولان العديد من الجبال الاستراتيجية من أجل تأمين الحماية والإنذار المبكر للكيان)، وتمتد أهمية المنطقة لتشمل الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، فلذلك عمل الإسرائيلي على السيطرة عليها وتحصينها بأي شكل. وبعدما استطاع الاحتلال في حرب الـ 1967 احتلال المنطقة، سارع الإسرائيليون الى إنشاء مستوطنات فيها بعد أشهر من انتهاء الحرب (33 مستوطنة)، ومكث فيها أكثر من 40 ألف شخص، أما الآن فهي تشكّل أحد أهم المناطق الحيوية في الشمال الإسرائيلي، كونها تضم عشرات المستوطنات والمناطق العسكرية والمؤسسات الاقتصادية (يتواجد في المنطقة 1100 شركة زراعية وسياحية ومؤسسة صناعية).

في هذا السياق، اعتبر مقال في صحيفة معآريف العبرية بتاريخ 10-7-2024، أن "من مصلحة إسرائيل إبقاء منطقة الجولان خارج المواجهة مع لبنان. وأردف الكاتب "نصر الله، بذكائه، نجح في تغيير المعادلة الإسرائيلية. الآن، مشكلة الحدود الشمالية - الشرقية لم تعد قضية إسرائيلية - سورية، بل مسألة إسرائيلية مع حزب الله".

بناءً على ذلك، يشكّل استهداف حزب الله لمنطقة الجولان، عاملاً خطيراً لدى صنّاع القرار السياسي والعسكري الإسرائيلي، وخاصرة رخوة في الجبهة الشمالية الإسرائيلية، لذلك اختار "الهدهد2" الذي أطلقه حزب الله منذ عدة أيام منطقة الجولان وعرض القواعد والأهداف العسكرية التابعة للكيان في المنطقة. في هذا الإطار، يُلقي هذا المقال الضوء على الآراء والتحليلات العبرية حول استهداف حزب الله للجولان المحتل، وتم رصد النقاط التالية:

- موقع "القناة 12" الإسرائيلية 11-7-2024: تظهر المعطيات بحسب الموقع أن الساحة "الهادئة" تحولت إلى "نقطة جديدة" في القتال بالشمال في الأسابيع الأخيرة، حيث سُجّل ارتفاع أكثر من 450% في عدد صافرات الإنذار في مستوطنات الجولان، وذلك في أعقاب إطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار من جانب حزب الله.

- صحيفة "معاريف" 11-7-2024: أفادت الصحيفة إلى "احتراق نحو 150 ألف دونم في الجليل الأعلى والجولان والجليل الأسفل منذ اندلاع الحرب".

- صحيفة معاريف 10-7-2024: اعتبرت صحيفة معآريف بأن حزب الله يقوم بخطوات لفرض ميزان رعب وردع في وجه إسرائيل طوال سنوات. "وأهم خطوة مركزية تمثلت في ربطه منطقة الجولان بساحة القتال في المواجهة الدائرة في لبنان".

- موقع ynet العبري 10-7-2024: نقل موقع يديعوت أحرونوت غضب أهالي مستوطنات الجولان بقوله "الأهالي ورؤساء السلطات في هضبة الجولان غاضبون ومحبطون بعد مقتل زوجين من أهل الجولان".

- موقع «واللا» الإلكتروني 11-7-2024: يكمل الموقع أيضاً تأثير سقوط القتلى على مشاعر المستوطنين "إن سقوط قتلى "خلّف صدمة وغضباً" في صفوف مستوطني الجليل والجولان، الذين قتل منهم منذ بدء الحرب 12 مستوطناً".

أظهر الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي لحزب الله، العديد من المواقع والمناطق في منطقة الجولان السوري المحتلّ، وفي تحليل الفيديو لطائرة الهدهد الاستطلاعية اعتبر معهد ألما الإسرائيلي المتخصص بإنتاج الأبحاث العسكرية والأمنية حول الجبهة اللبنانية بأنه "على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قام بتركيب العديد من البطاريات ومواقع الإطلاق في جميع أنحاء الجولان، إلا أنها ليست محمية أو مخفية". ووفقاً للمعهد، فإن منصات القبة الحديدية وراداراتها، ستكون في طليعة أهداف هجمات المقاومة خلال أي حرب واسعة، لأن فيديوهات الهدهد ركّزت على رصد هذه المنظومات.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور