الإثنين 29 تموز , 2024 02:50

أبناء الجولان المحتلّ: المقاومة بكافة الوسائل منذ العام 1967

أهالي الجولان المحتل

يسعى الكيان المؤقت بمختلف أذرعه الإعلامية والسياسية والعسكرية، منذ حصول حادثة "مجدل الشمس" في الجولان السوري المحتّل، الى استثمارها حتى الحدود القصوى، بهدف زرع الشقاق ما بين الموحّدين الدروز والمقاومة الإسلامية في لبنان من جهة، ومحاولة ضرب المجتمعات العربية المقاومة من جهة أخرى، خاصةً سوريو الجولان الذين يقاومون الضغوطات والإغراءات منذ العام 1967.

فأهالي قرى الجولان المحتلّ الصامدين في مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنيه، هم أصحاب شعار "لا للركوع نعم للجوع" خلال إضراب العام 1982 ضد قانون الكنيست الإسرائيلي لضم الجولان للكيان، وهم الرافضين بشدة لقرار ترامب عام 2019 المعترف بـ "سيادة" الاحتلال على أراضيهم ولسان حالهم جميعا "أنا دمّي سوري"، وهم الثابتين على ارتباطهم طوال العقود الماضية بالدولة السورية المقاومة، التي لم تتركهم بدورها هي أيضاً وسعت بكل الوسائل الى دعم صمودهم.

وعليه، لن يتمكن كيان الاحتلال مهما حاول وسعى، ومهما التحق به من أفراد وغطّته شخصيات دينية ذات أدوار مشبوهة، من تحقيق ما عجز عنه خلال كل السنوات الماضية، أي سلخ المنطقة وأبنائها وصهرهم فيه، الذي قدموا في سبيل قضيتهم الشهداء والأسرى. وربما هذا ما يفسر قيامهم قبل وخلال وبعد تشييع شهداء الحادثة، الى طرد المسؤولين الإسرائيليين أو رفض مقابلة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

محطات المقاومة والصمود في الجولان

_ بعد احتلال إسرائيل الجولان خلال حرب النكسة في حزيران / يونيو 1967، قام الكيان بتهجير معظم سكانه وبتدمير غالبية قراه ومزارعه، ما عدا 4 قرى تشكّل ما نسبته 2%، ويقطنها أكثر من 25 ألف سوري.

_اعتمدوا منذ ذلك الوقت مسار المقاومة الشعبية للتصدي لمخططات الاحتلال التي تهدف إلى المس بالكيان العربي والانتماء السوري التي اتخذت عدة أشكال: الأسرلة، التجنيد الإجباري، الدولة الدرزية، ....

_في 14 شباط / فبراير 1982، أعلن أهل المنطقة إضراباً عاماً مفتوحاً احتجاجاً على قانون "ضم الجولان" الذي سنه الكنيست الإسرائيلي في 14 كانون الأول / ديسمبر 1981، واستمر الاضراب نحو ستة أشهر، وشهد صمود مواطني المنطقة على رفض قبول الهوية الإسرائيلية التي أرادت سلطات الاحتلال أن تفرضها عليهم.

_ لم تتخلى الدولة السورية عن هذه المنطقة وأهلها وعن تحريرها طوال هذه السنوات، في عهدي الرئيسين حافظ وبشار الأسد. فالرئيس الراحل الأسد، أوعز الى المسؤولين بالاهتمام بهذه المنطقة بكل الوسائل الممكنة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان الإنتاج الزراعي في هذه المنطقة يتم شراؤه في سوريا بـ 5 أضعاف سعره في السوق بهدف تعزيز صمود أهالي المنطقة (كون الزراعة هي نشاطهم الاقتصادي الرئيسي). وفي سياق متصل، كانت أغلب المخيمات الشبابية الصيفية التي كانت تُقام في منطقة الجنوب السوري تستقطب شباناً من هذه المنطقة كي تعزّز من ارتباط شبابها بالبلد رغم الاحتلال.

_ في العام 2019، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب، بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتّل (وهو ما لا يعترف به غالبية المجتمع الدولي ومؤسساته كمنظمة الأمم المتحدة التي لا تزال تعتبره منطقة محتلّة من قبل إسرائيل). أكّد أهالي المنطقة على رفضهم لهذا الأمر، مشدّدين على أنهم "سوريون"، فمنهم من قال حينها لوكالة رويترز: " بوسع ترامب أن يدلي بتصريحاته ويقول إنه يريد أن تصبح الجولان جزءا من إسرائيل لكننا نعلم أنها ستظل أرضا سورية"، ومنهم من قال: " دمنا سوري. إذا أخذت عينة دم من طفل فستكون النتيجة سوري".

_ رفضهم لمخطط التوربينات أي المراوح الهوائية التي تولّد الطاقة الكهربائية، والذي يحاول كيان الاحتلال تمريره بحجة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، لكي يستطيع مصادرة أكثر من ستة آلاف دونم من الأراضي التي تعود ملكيتها لأبناء القرى المحتلة، وتهجيرهم من منازلهم وأراضيهم بسبب الآثار التي سيتركها هذا المخطط.

_ تم تأسيس "حركة المقاومة السرية" من قبل أبناء هذه المنطقة، والذين نشطوا في مقاومة الاحتلال. فقد استولى أفرادها على عدد من القنابل اليدوية والالغام الارضية المنتشرة في احدى المخازن العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وقاموا بتنفيذ العديد من العمليات التي تشمل الرصد والاستكشاف الميداني للمواقع العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في مرتفعات الجولان المحتل، والاستيلاء على المعدات العسكرية والقنابل اليدوية من المخازن العسكرية الإسرائيلية، تنفيذ عمليات ضد دوريات الاحتلال، وتفجير معسكرات إسرائيلية قرب القرى.

ارتقى لهذه المقاومة العديد من الشهداء مثل الشهيد سيطان الولي والشهيد هايل بو زيد.

_ تم أسر العديد من أبناء هذه المنطقة في معتقلات الاحتلال مثل: بشر المقت، الشيخ سليمان المقت، مدحت الصالح، نهال المقت، ذياب قهموز، إياد الجوهري، صدقي المقت وغيرهم العشرات.

__ أصدرت العديد من القيادات الدينية فتوى تنبذ وتقاطع من يقبل الجنسية الإسرائيلية.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور