الخميس 08 آب , 2024 04:01

تيم والز نائب هاريس.. مرشح طمأنه المسلمين واستمالة الولايات المتأرجحة

تيم والز مرشح الحزب الديمقراطي نائباً للرئيس

تيم والز سياسي وأكاديمي أميركي، عمل مدرساً وكذلك جندياً في الحرس الوطني، دخل ميدان السياسة فنال عضوية مجلس الشيوخ. انتخب بعدها حاكماً لولاية مينيسوتا، وفي عام 2024 اختارته مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس نائباً عنها في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية الذي سيقام يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر.

يقول المقربون من والز إنه تربى منذ صغره على مبادئ وأخلاقيات العمل الجماعي والخدمة العامة، مما وفر له أحد أسباب النجاح في حياته السياسية.

تخرج والز في جامعة تشادرون بولاية نبراسكا، وعام 1989 حصل منها على بكالوريوس في علم الاجتماع، وفي عام 2001 واصل دراسته وحصل على الماجستير في علوم التربية من جامعة مينيسوتا. وتم قبوله أيضاً للدراسة في جامعة هارفارد، لكنه فضل الذهاب في بعثة للتعليم في الصين، وأمضى هناك قرابة عام.

بعد عودته من الصين عمل مدرساً بالمدارس الثانوية، وخلال ذلك التقى مع زوجته غوين وايبل التي كانت مدرّسة معه في المؤسسة نفسها. وانتقلا عام 1996 إلى مدينة مانكاتو للتدريس في إحدى ثانوياتها، وفي عام 2005 قدم استقالته من الحرس الوطني.

التجربة السياسية وطوفان الأقصى

ينتمي تيم والز إلى الحزب الديمقراطي، وقد مثّله في كثير من المعارك الانتخابية، ويعد داعماً كبيراً لـ"إسرائيل"، وقد أدان بوضوح هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.

وكان صريحاً في إدانته لهجوم حماس، ما اعتبره حق إسرائيل وواجبها في الدفاع عن نفسها. كما رفض الرد على نشطاء مناهضين لإسرائيل تجمعوا أمام منزله لحثّه على سحب استثمارات الولاية من إسرائيل، كما ألغى اجتماعاً مع الفرع المحلي لمنظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين، بسبب إصرار المجموعة على مناقشة سحب استثمارات مينيسوتا من كيان الاحتلال.

وعندما بدأ بعض الطلاب اليهود في الإبلاغ عن احتجاجاتهم في حرم جامعاتهم خلال موجة الاحتجاجات الطلابية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أدان والز أي مظاهر أو ممارسات "معادية للسامية"، في الوقت الذي استمر فيه في الإعراب عن تعاطفه مع رسالة المتظاهرين الأوسع حول المعاناة في غزة.

ويكرر والز في لقاءاته الصحفية مقولة "نتفق جميعاً على أن الوضع في غزة لا يطاق، كما أن ما حدث في 7 أكتوبر هو عمل لا يطاق".

حاكم ولاية مينيسوتا ومنصب نائب الرئيس

في عام 2006 انتخب عضواً في الكونغرس الأميركي، وفي الفترة بين 2018 و2022 انتخب حاكماً لولاية مينيسوتا، وأعيد انتخابه أيضاً للمنصب نفسه في 2022.

 

وخلال فترة حكمه حقق إنجازات عدة لتحسين حياة السكان، وركز على الاستثمار في الأطفال والأسر والفرص الاقتصادية والصحة والسلامة، وعمل على حماية الحريات وتعزيز حقوق التصويت.

ولأنه حاكم ولاية مينيسوتا، التي توجد فيها جالية مسلمة كبيرة نسبياً ذات قيمة انتخابية مرتفعة، يعتبر اختيار والز ترضية للناخبين المسلمين

ونظرياً، يمكن لوالز -وبصفته حاكم ولاية مينيسوتا- أن يدعم حظوظ هاريس في الفوز بمينيسوتا بعدما قلّ فارق تقدم هاريس على دونالد ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، كما أنه يدعم حظوظ الديمقراطيين في 3 ولايات متأرجحة تجاور مينيسوتا، مثل ويسكونسن، أو تقترب منها مثل بنسلفانيا وميشيغان.

برز الحاكم تيم والز مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، بسبب دعم قطاع كبير من التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي لمواقفه وسياساته التقدمية. في الوقت ذاته، يمثل اختيار والز رسالة طمأنة للناخبين التقدميين والمسلمين ممن عارضوا موقف إدارة بايدن الداعم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك على الرغم من سجله الداعم لإسرائيل. فإن هذا الدعم معتدل بمعايير السياسة الأميركية المعاصرة.

وفي الوقت ذاته، يعتبر والز من بين أشد مؤيدي توصل الولايات المتحدة لاتفاق نووي مع إيران خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وعبر عن غضبه لاحقاً من إقدام الرئيس السابق دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق.
بعد الانتخابات التمهيدية، وفقدان بايدن لأصوات 18% من الناخبين الديمقراطيين المعترضين على موقفه تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، وطبقاً لموقع جويش إنسايدر، قال والز في ذلك الوقت، إن الحزب بحاجة إلى التركيز على استعادة هؤلاء الناخبين المناهضين لإسرائيل بدلاً من رفض انتقاداتهم.

وقال والز لشبكة سي إن إن "هؤلاء ناخبون قلقون للغاية، مثلنا جميعاً. الوضع في غزة لا يطاق، وأعتقد أنه يجب إيجاد طريق يؤدي لحل الدولتين، وبالتأكيد تحرك الرئيس جو بايدن نحو تقديم المساعدات الإنسانية، والمطالبة بالوصول إلى وقف إطلاق النار، هذا ما يطلبونه، وهذا ما يجب أن يسمعوه ويعرفوه".

يرى محللون أن والز سيكمل هجومه الحاد على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهو ما يتيح المزيد من الوقت لكامالا هاريس لتركز على القضايا الحيوية التي تهم الناخب الأميركي بدلاً من استهداف ترامب فقط.

ولم يفوّت المرشح الجديد للحزب الديمقراطي الفرصة لمهاجمة دونالد ترامب بألفاظ قوية في أول ظهور رسمي له مع كامالا هاريس، وقال إن دونالد ترامب سيأخذ الولايات المتحدة إلى "الوراء" واصفاً إياه بـ"الرجعي"، وبأنه يريد "تقييد حريّاتنا" و"مساعدة الأغنياء". وحذّر من أنه "إذا أتيحت لترامب فرصة العودة، فسوف يستأنف بالضبط ما توقف عنه قبل أربع سنوات، لكن هذه المرة سيكون الأمر أكثر خطورة بكثير".

ختاماً، اعتبرت مجلة الإيكونوميست إلى أنه في كثير من الحالات يُستغل نائب الرئيس ليقول ما لا يمكن للمرشح الرئاسي قوله. ويمكن لاختيارات نائب الرئيس أن تحدث فرقاً، ولكن ربما أقل بكثير مما قد توحي به الضجة التي تحيط بلحظة اختياره، في حين أنها قد تضر بحظوظ المرشح الرئاسي إذا كان خيار نائب الرئيس سيئاً.

وهكذا يعد اختيار تيم والز لمنصب نائب الرئيس خياراً رابحاً، نظراً لحساسيات الداخل الأميركي خصوصاً مع الحرب الدائرة في غزة وغضب الجالية المسلمة ذات القيمة الانتخابية المرتفعة، الذي يعد اختياره طمأنة لهذه الفئة، بدعم من التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ويشكل حلاً لهاريس لاستمالة الأصوات داخل الولايات المتأرجحة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور