الخميس 05 أيلول , 2024 03:44

فريدمان: نتنياهو يريد إنقاذ نفسه وفوز ترامب.. لكن "إسرائيل" ستخسر

دونالد ترامب ونتنياهو وكامالا هاريس

من المؤكد أن الانتخابات الرئاسية الأميركية المنتظرة، التي ستجري يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ستترك تداعيات على المشهد العالمي، نتيجة الاستراتيجية السياسية الخارجية التي سيحملها الفائز في السباق بين المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب.

في هذا السياق، يعد بنيامين نتنياهو أول المنتظرين لنتائج الانتخابات، مع ميله لفوز ترامب الجمهوري على هاريس الديمقراطية، لاعتقاده أنه قادر على الهروب من الضغط الذي يتعرض له من الحزب الديمقراطي برئاسة بايدن، وأن ترامب سيصبح متساهلاً أكثر بشأن "إسرائيل" وسيكون أيضاً أكثر صرامة مع إيران وحلفائها. والأهم ضمان مستقبله السياسي المأزوم. وفي وقت سابق، وصف نتنياهو ترامب بأنه "أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض".

فريدمان وبقاء نتنياهو السياسي

في مقال رأي كتبه توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أكد فريدمان، المقرّب من الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنّ لدى نتنياهو "مصلحة واحدة، هي بقاؤه السياسي، حتى لو كان ذلك يقوّض بقاء إسرائيل على المدى الطويل".

ووضح فريدمان أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية "يركّز على بذل كلّ ما هو ممكن ليتجنّب أي عملية سياسية مع الفلسطينيين، قد تتطلّب تسويةً إقليميةً في الضفة الغربية، من شأنها أن تكسر التحالف السياسي بين نتنياهو واليمين المتطرّف".

وبحسب فريدمان، أصبحت عقيدة نتنياهو هذه "أكثر أهميةً له بعد اتهامه في عام 2019 بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، بينما يجب عليه الآن البقاء في السلطة، حتى لا يُسجن إذا تمّت إدانته".

الانتخابات بين هاريس وترامب

بالعودة إلى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، أكد فريدمان أنّ نتنياهو "يدرك أنّ هاريس في مأزق". في هذا الإطار، أوضح الصحافي الأميركي أنّ استمرار الحرب في قطاع غزة، حتى "تحقيق النصر الكامل"، مع مزيد من الضحايا المدنيين، يعني أنّ "هاريس ستضطر إلى أن تنتقد نتنياهو علناً وخسارة أصوات اليهود، أو أن تعضّ لسانها وتخسر أصوات العرب والمسلمين الأميركيين في ولاية ميشيغان". 

وقال فريدمان إنّ نتنياهو "قد يقدم على تصعيد الأوضاع في قطاع غزة، إلى أن يحين موعد الانتخابات الرئاسية، ليصعّب الأمر على الديمقراطيين في تحقيق الفوز". معتبراً أن نتنياهو يسعى إلى تحقيق أهدافه الشخصية بطرق تخدم حليفه دونالد ترامب. وفي هذا السياق، يقول فريدمان "إذا فاز نتنياهو، يفوز ترامب، لكن إسرائيل تخسر".

وإذا فاز ترامب، قد "يعلن نتنياهو تحقيق نصره الكامل في قطاع غزة، ويوافق على وقف إطلاق النار من أجل استعادة الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، ويتمتم بضع كلمات عن الدولة الفلسطينية في المستقبل البعيد من أجل الحصول على صفقة التطبيع السعودية - الإسرائيلية، ويطلب من شركائه اليمينيين المتطرفين الأكثر جنوناً أن يرحلوا، بينما يترشح لإعادة انتخابه من دونهم".

أما إذا فازت هاريس، فإنّ نتنياهو "يعرف أنّه يحتاج فقط إلى النقر بأصابعه، وسوف تحميه جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، آيباك، والجمهوريون في الكونغرس، من أي ردّ فعل سلبي".

المؤتمر السنوي للائتلاف اليهودي

وصف الكاتب بن سامويلز في صحيفة هآرتس الليلة الأولى للمؤتمر السنوي للائتلاف اليهودي الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية، بـ"الغضب تجاه إدارة بايدن لأنها مكنت هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأضعفت مكانة إسرائيل باستمرار على مدى الأشهر الحادي عشر الماضية، وسمحت لمعاداة السامية المحلية بالتفاقم في جميع أنحاء أمريكا".

وحمل العديد من الحاضرين في مؤتمر اليهود الجمهوريين - سواء من المانحين الكبار أو أصحاب النفوذ في المجتمع بالإضافة إلى المشرعين الجمهوريين - بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس المسؤولية عن فشلهما في الوقوف في وجه إيران وبالتالي تمكين حماس وحزب الله.

كما ألقوا باللوم على نهج بايدن في مقتل الرهائن الستة في نهاية الأسبوع الماضي، بما في ذلك المواطن الأمريكي الإسرائيلي هيرش جولدبرج بولين.

إذن يربط نتنياهو مستقبله السياسي ومجيء ترامب، بلحاظ الدعم الكبير الذي يحظى به من الحزب الجمهوري على المستوى السياسي وعلى المستوى الشعبي داخل جماهير الحزب الجمهوري، وأبرزهم الائتلاف اليهودي الجمهوري.

في الختام، أشار فريدمان إلى أن "نتنياهو، برغم كل الضغوطات والانتقادات، سيواصل التركيز على تأمين بقائه في السلطة، غير مكترث بالعزلة الدولية أو التداعيات الإنسانية للصراع. وهذا التوجه سيظل يضعف موقف إسرائيل ويعزز فداحة المشهد المعقد للصراع في الشرق الأوسط، حيث تبقى الخيارات محدودة والأفق مسدودًا".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور