الأحد 20 حزيران , 2021 01:19

إحباط في "إسرائيل" إثر الإعلان عن فوز السيد رئيسي

نفتالي بينت

جاء فوز السيد ابراهيم رئيسي في الاستحقاق الرئاسي في إيران كالماء الساخن على رؤوس الإسرائيليين، فاحترقت معه الآمال بتأجيل الاتفاق النووي الذي تسعى "اسرائيل" لعرقلته، إلا أن حليفتها الأولى واشنطن متمسكة بالعودة إليه خدمةً لمصالحها.

فبعد أن كانت الادارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب قد انسحبت من الاتفاق النووي وزادت من حجم العقوبات على ايران، عقد كيان الاحتلال آماله على أن تكمل الادارة الجديدة برئاسة جو بايدن المشروع الذي يهدف لإضعاف إيران.

لكن الشعب الإيراني قال كلمته، باختيار السيد رئيسي رئيسًا للبلاد، فهو الذي تعهد -عقب إعلان وزارة الداخلية الايرانية فوزه في الانتخابات- بتشكيل حكومة مثابرة وثورية تكافح الفساد وتسعى لنشر العدالة باعتبارها مسؤولية مركزية للثورة الاسلامية.

يأس وإحباط في "إسرائيل"

أظهر حجم التعليقات الاسرائيلية بُعيد اعلان فوز السيد رئيسي حجم القلق الذي يعتري نفوس السلطات الاسرائيلية وحكومة الاحتلال الجديدة. فهي التي ما لبثت أن تنفست الصعداء بعد الانتهاء من مسيرة الأعلام أولى العقبات حتى اصطدمت بعقبة أكبر هي نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

القلق والإحباط كان واضحًا في تغريدة وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد، الذي قال إن "رئيس إيران الجديد، المعروف باسم جزار طهران، متطرف مسؤول عن قتل آلاف الإيرانيين، وهو ملتزم بالطموحات النووية للنظام وبحملته للإرهاب العالمي" حسب قوله، وأكد على ذلك المتحدث باسم الوزارة، ليؤر حياة، عبر موقع تويتر حيث اعتبر أن السيد رئيسي هو "الرئيس الإيراني الأكثر تطرفًا حتى الآن، وهو ملتزم بالتقدم السريع في البرنامج النووي العسكري الإيراني".

رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت بدوره قال: "انتخاب رئيسي إشارة للدول العظمى قبل لحظة من العودة للاتفاق النووي (اي بمثابة آخر نداء) ولكي نفهم مع من نتعامل"، وأضاف ببنت" من بين كل الذين كان يمكن لخامنئي أن يختارهم انتخبوا "الشانق" من طهران" وفق تعبيره.

من جهته اعتبر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي رام بن باراك "أن انتخاب السيد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران يمثل تحديًا كبيرًا للغرب ولاسرائيل"، في المقابل دعا نائب رئيس أركان الجيش السابق يائير غولان سلطات الاحتلال إلى المزيد من التعاون مع الادارة الأمريكية بغية الحد من التطور الايراني النووي المحتمل بعد فوز رئيسي وقال: "إن ابراهيم رئيسي هو من لحم ودم المؤسسة المحافظة الإيرانية والمفضل لدى القائد الأعلى للمرشد السيد علي الخامنئي. المعنى العملي لذلك: تعاون (إسرائيلي) معزز مع بايدن وطاقمه من أجل إنتاج تهديد عسكري فعلي في مقابل ايران إلى جانب بديل محسّن للاتفاق النووي".

في سياق متصل، تشير تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أنه لن يكون هناك خيار سوى التحضير لخطة هجوم على النووي الايراني، وقال مسؤول كبير بوزارة الحرب الاسرائيلية "قد لا يكون هناك خيار سوى إعداد خطة هجوم على النووي في إيران، نحتاج إلى ميزانية وتحويل الموارد".

وبحسب القناة 12 الاسرائيلية، فإن وزراة جيش الاحتلال كانت قد أجرت جلسة مناقشة طويلة نهار الخميس الفائت حول قضية وصول السيد رئيسي إلى سدة الرئاسة، وخلصت الجلسة إلى أنه "بعد تولي رئيسي منصب الرئاسة، سيسرّع التواجد  الإيراني على حدود سوريا ولبنان ويدعم الاتفاق النووي".

إذًا، يتطلع كيان الاحتلال إلى تأجيل توقيع الاتفاق النووي، وبالتالي تأجيل رفع العقوبات عن ايران بنحو يقدر بثلاثة أشهر، حيث من المفترض أن يتسلم السيد ابراهيم رئيسي سدة الرئاسة من سلفه الشيخ حسن روحاني في شهر آب القادم –بحسب القانون الايراني-، وستسعى "اسرائيل" أن تؤثر على الاتفاق النووي وهي المهمة المكلف بها رئيس الأركان أفيف كوخافي الذي غادر تل أبيب إلى واشنطن أمس السبت في زيارة لستة أيام وعلى جدول أعماله إيران وغزة.

وأشارت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى أن كوخافي "سيبحث فيها التحديات الأمنية المشتركة على جدول الأعمال، بينها القضايا التي تتصل بالتهديد النووي الإيراني وجهود تمركز إيران في الشرق الأوسط، وجهود تعاظم حزب الله، وتداعيات تهديد الصواريخ الدقيقة وبناء قوة مشتركة".

الجدير ذكره، أنه ستُعقد اليوم الاحد في فيينا الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران ودول 4+1 حول الاتفاق النووي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور