في مراقبة لوضعية نتيناهو في الآونة الأخيرة بعد التصعيد المتدرّج للكيان والذي حاول من خلاله شلّ قدرة المقاومة، وتحقيق "النصر الكامل" الذي كان يدّعيه منذ بداية الحرب، يبدو أنه يحاول اطالة أمد الحرب مستغلاً الانشغال الاميركي بالاستحقاق الرئاسي. لكن ماذا بعد للمرحلة التي تلي وقف اطلاق النار؟ سيكون نتنياهو أمام واقع مختلف خاصة بما يتعلق بالانقسام الداخلي.
ظهر من خلال هذه السلسلة من العمليات أن نتنياهو سعى للتصعيد في المنطقة، بما يخدم هدفه في إطالة أمد الحرب سعيًا منه لتحقيق المزيد من المكاسب نتيجة نشوة "النصر" المزعوم التي انتباته والتي جعلته طامعًا في تحقيق المزيد، خاصة مع قرب الانتخابات الأمريكية الأمر الذي يعقّد المشهد أمام الإدارة الديمقراطية، في ظلّ انحيازه لصالح ترامب، ورغبة منه لفوز الأخير الذي سيمكّنه من تخفيف ضغوط الإدارة الأميركية عليه فيما يتعلق بالبيئة السياسية الإسرائيلية الداخلية، ويمنحه الغطاء اللازم للتصعيد ضد محور المقاومة في المنطقة، بحسب اعتقاده. هذا بالإضافة إلى أن هذا الفوز سيمنحه القدرة على المناورة في اتخاذ قرار وقف الحرب على غزة، في ظل انتفاء عامل الضغط الخارجي عليه للتأثير على وضعه السياسي، كما وتوظيف دعم ترامب فيما يختص بمشاريع الاستيطان والضم بالضفة الغربية للمحافظة على تحالفه مع اليمين الديني المتطرف الذي ما زال يرفض وقف الحرب، ويسعى لمزيد من المكاسب في الضفة والقدس.
إلّا أن نتنياهو على الرغم من ما يدّعيه من إنجازات استطاع تحقيقها إلّا أنه لا يزال يفتقد لثقة الداخل الصهيوني، فصحيح أن الهجمات الأخيرة استطاعت زيادة التأييد والدعم لمثل هذه الخطوات إلّا أنه سرعان ما بدأت يتبدّد ويتراجع وفق ما عبّرت عنه استطلاعات الرأي كما وبعض أصوات المعارضة.
وفي هذه الورقة، عرض لأبرز العناوين المتعلّقة بوضعية نتنياهو السياسية؛ إن كان على مستوى الثقة وعلاقته بالأطراف الداخلية كما والولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلى بعض نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة وإدارته للحرب على لبنان.