عملية الاستشهادي حسن قصير

في الـ 5 من شباط / فبراير للعام 1985، عندما اقتربت الساعة من الـ 3 بعد الظهر، نفذ الاستشهادي حسن قصير "فتى عامل" عمليته البطولية، ضد رتل من آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي كان يضم العشرات من الجنود والضباط.

يومها قاد حسن سيارة المرسيدس الخضراء، وانطلق من المدخل الجانبي لمهنية جبل عامل، ليقتحم وسط تلك القافلة الإسرائيلية.

أمّا المخطط لهذه العملية، فكان الشهيد القائد في أفواج المقاومة اللبنانية أمل محمد سعد. أما الاستشهادي حسن فكان قد عقد العزم على القيام بعمليّةٍ مميّزة توجع الاحتلال، كما لم ينسى تطاول الضّابط المحقّق على العزّة الإلهية، أثناء إجراءه التحقيق معه خلال اعتقال سابق، بحيث كان يردد دائماً: "أريد أن أنتقم لله، سبّوا لي ربّي، سأنتقم لربّي".

وقبل تنفيذ العملية بأسبوع، أخبر حسن عائلته بأنّه سيذهب إلى منطقة الدّكوانة في بيروت، لكي يحضر طلبات للمهنيّة. ثم توارى عن الأنظار، ملازماً قائده محمّد سعد، فيما وضعت السيّارة في مرآبٍ قريب من المهنية. وكان هناك شخص من المقاومين يراقب الطّريق، ويتواصل مع حسن الّذي ما إن ظهرت إمكانيّة التّنفيذ، حتى أدار محرّك السيّارة وانطلق صوب القافلة.

وفي وداعه، خاطبه الشهيد محمد سعد بالقول: "يا أخي كنت تلميذًا، فإذا بك أستاذًا لأستاذك، فهنيئًا لك الجنّة".