الأربعاء 03 تموز , 2024 02:09

ماذا لو استُهدفت حيفا بنيران حزب الله قريباً؟

تعرضت حيفا المحتلة لعدد كبير من عمليات الاستهداف طيلة الحروب التي بدأت باعتداء إسرائيلي، كان آخرها ما أعلنت عنه حركة أنصار الله بالاشتراك مع المقاومة العراقية، وتلك التي شنها حزب الله عام 2006. وعلى ضوء المستجدات الأخيرة التي تفرضها جبهات الاسناد، خاصة بعد أن باتت حيفا مكشوفة جوياً ومخترقة أمنياً، بفعل ما أثبته فيديو "الهدهد"، تتصاعد وتيرة المناشدات لاتخاذ إجراءات وقائية دون أن تستطع الحكومة الإسرائيلية الغارقة في غزة، فعل الكثير "لتحييد التهديد".

تعد حيفا من أهم المناطق الحيوية للكيان. فهي إضافة لاحتوائها أكبر ميناء بحري (إلى جانب اشدود وإيلات)، تحتوي على مرافق نفطية وعسكرية اقتصادية، تجعل من استهدافها كارثة خطيرة على الأمن القومي الإسرائيلي إضافة إلى الخسائر البشرية الهائلة.

بعد نشر الفيديو، قال رئيس البلدية يونا ياهف: "أطالب الحكومة بوضع خطة للدفاع الشامل عن حيفا وإيجاد حل عسكري من أجل إزالة التهديد من الشمال". متسائلاً "لماذا منذ بداية الحرب لم يكلف رئيس الأركان والقيادة العليا لجيش الدفاع الإسرائيلي عناء زيارة حيفا والاستماع من إدارة البلدية حول احتياجاتنا ونشاط جيش الدفاع الإسرائيلي لحماية مئات الآلاف من سكان حيفا إلى أقصى حد". مضيفاً "يثير الفيديو تهديدات إضافية ضد حيفا، والتي يجب معالجتها بأسرع وقت".

صورت الطائرة المسيّرة، حظائر السفن، ومبنى في قاعدة بحرية، ومباني تابعة لوحدات النخبة، وأرصفة، وصواريخ هجومية، وسفينة مساعدات. كما صورت الطائرة دون طيار منشآت رافائيل، بما في ذلك القبة الحديدية، ومستودعات محركات الصواريخ، ومقلاع الغلايات والرادار، والمواقع المدنية مثل الأحياء السكنية والمراكز التجارية.

تشير البلدية إلى انه بعد "حرب لبنان الثانية عمدت بعض المستشفيات لبناء مساحة تحت الأرض تأهباً لأي حرب قادمة، وستكون معدة لنقل آلاف الجرحى". لكن خشيتها تصب في مكان آخر أيضاً: الخليج. يقول أحد أعضاء البلدية بحسب ما نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت "لكن منطقة خليج حيفا والمصافي تسبب قدراً كبيراً من القلق، حيث تكافح البلدية وقيادة الجبهة الداخلية لإيجاد حلول لهذه المسألة... أنا لا أنام جيداً".

خلال 34 يوماً في حرب تموز، تم إطلاق 300 صاروخ على مدينة حيفا فقط، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية. فيما قتل 14 من المستوطنين وأصيب 23 آخرون و حوالي 500 منزل. هذا المشهد كان راسخاً في ذهن المستوطنين طيلة السنوات 17 عاماً. لكن مع ازدياد خطر توسع الحرب، بات الأمر أكثر سوءاً بالنسبة لهؤلاء، خاصة وان حزب الله يمتلك ترسانة أكبر وأكثر دقة، والهدف الذي يقصد تدميره فهو قادر على فعل ذلك، مع ميزة موقعه الاستراتيجي القريب من الحدود، على عكس بقية حركات الاسناد.

من جهتها، عبّرت رئيسة جمعية المدن لحماية البيئة في خليج حيفا، ساريت جولان شتاينبرغ، عن خشيتها من توسع الحرب، وقالت بأنها "تقلق من أن قيادة الجبهة الداخلية ليست مستعدة حقا للتعامل مع إطلاق الصواريخ والأضرار التي قد تلحق بمصانع البتروكيماويات". مضيفة "أذكركم أنه حتى الآن، على الرغم من المطالب المتكررة، لم تجر الدولة مسح المخاطر لخليج حيفا لحالات الطوارئ، وبالتالي فإن أي تقييم للوضع يتم إجراؤه لسيناريوهات المواد الخطرة لا يسمح حقاً بالاستنتاجات المثلى فيما يتعلق بالمراكز السكانية القريبة من المصانع".

يستعرض الصحفي في صحيفة يديعوت احرنوت العبرية، دورون سولومون، سيناريو كيف ستبدو حيفا والخليج فيما لون نشبت حرباً مع حزب الله: "سيكون لدى إسرائيل مئات القتلى وآلاف الجرحى وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة. ومن المتوقع أن تكون هناك مشاكل في الاتصالات ونقص في الوقود. 60-70٪ من العمال لن يحضروا إلى العمل، بما في ذلك سائقي الشاحنات للإمدادات الأساسية والمواد الغذائية، وعمال البناء لترميم المباني، وأعضاء هيئة التدريس والموظفين الطبيين".

وأضاف "إذا شهدنا في عام 2006 مركبات محترقة بعد إصابتها، فينبغي أن نتوقع أضرارا لمخزونات المواد الخطرة وحرائق في مرافق البتروكيماويات مثل خزانات الغاز. ستركز أنظمة الدفاع على حماية المنشآت العسكرية ولن تنجح في منع الأضرار التي لحقت بجميع الصواريخ".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور