الإثنين 24 حزيران , 2024 03:41

ما هي الموانع الإسرائيلية لفتح جبهة مع لبنان؟

التصعيد بين حزب الله والجيش الإسرائيلي

تشهد الجبهة اللبنانية في الآونة الأخيرة تصعيدًا متزايدًا بين كل من حزب الله والكيان المؤقت، في ظل إعطاء قادة الكيان الأولوية للشمال مقابل الجنوب بعد أن أضحت هذه الجبهة تشكّل العبء الأكبر والتهديد الرئيسي بالنسبة له (الدمار، الحرائق، نزوح الآلاف...)، وقد ظهر ذلك من خلال التخفيض التدريجي للقتال على جبهة غزة مع التصعيد في العمليات لناحية مستوى الأهداف والنطاق الجغرافي والقوة النارية على الجبهة اللبنانية كما وارتفاع حدّة التهديدات والتوقعات بقرب اندلاع الحرب الشاملة بين الطرفين. إلا أن هناك مجموعة من الموانع التي يجمع عليها عدد كبير من قادة الكيان وباحثيه ومحلليه ووسائل إعلامه، التي تقف عائقًا حتى الآن أمام تحقيق اجماع داخلي لناحية فتح الجبهة مع لبنان وقد جاءت على الشكل التالي:

- طريقة ادارة حزب الله للمواجهة والتصعيد بشكل منضبط.

- الصراع السياسي وتفاقم التوترات والخلافات الداخلية. في هذا الصدد تقول صحيفة تامير هايمن "حكومة إسرائيل الضيقة لا تحصل على شرعية لخطواتها من جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي وأحيانًا من أغلبيته. هذه القضية مصيرية في سياق حرب شاملة في الشمال لن تكون شبيهة بأي حرب شهدتها الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

- فتح جبهة الشمال ستكون طويلة ومعقدة، والثمن سيكون أكبر بكثير من الإنجاز. في هذا السياق، قالت أورنا مزراحي، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: "كلما مر الوقت وتصاعد الصراع، زادت فرصة اندلاع الحرب". وحذّرت مزراحي من أنه "لهزيمة حزب الله، تحتاج إسرائيل إلى حرب طويلة ومعقدة جدًا".

- الكيان يحتاج إلى الوقت لبناء جيشه للاستعداد لحملة حاسمة ضد حزب الله. وذلك بعد أن أنهك في حرب غزة وتكبّد الكثير من الخسائر.

- التحديات التي سيواجهها جيش الاحتلال في لبنان ستكون أكبر مقارنة بالوضع في غزة. في هذا الصدد، قالت المحللة عسكرية، ليلاخ شوفال:"حرب في الشمال لا تتشابه عمومًا مع حرب في غزة، التي هي حتى، كما نراها يوميًا، ليست بسيطة، وتجبي أثمانًا باهظة يصعب تحملها وتفطر القلب".

- امتلاك حزب الله أسلحة مضادة للدبابات وطائرات بدون طيار هجومية أكثر تقدمًا.

- قدرة حزب الله على استهداف جيش الاحتلال على بعد كيلومترات في المناطق المفتوحة.

- استهلاك كبير لمخزون القذائف والقنابل الدقيقة وصواريخ القبة الحديدة في ظل القتال المستمر منذ 8 أشهر، مع حفاظ حزب الله على مخزونه كاملًا.

- امتلاك حزب الله المعلومات حول الدفاعات الجوية الصهيونية، وقيامه باستهدافها بشكل متكرر.

- وجوب تفادي الثمن الباهظ، إذ ستكون هذه الحرب دامية ومن الصعب توقع كيفية انتهائها.

- الحرب مع حزب الله ستؤدي إلى تدمير شبكة الكهرباء. حول هذه النقطة قال الرئيس التنفيذي للشركة الحكومية المسؤولة عن إدارة شبكة الكهرباء في "إسرائيل" شاؤول غولدشتاين: "لسنا في وضع جيد، ولسنا مستعدين للحرب"، وحذّر من أن السيد نصر الله يمكن أن يدمر بسهولة شبكة الكهرباء في "إسرائيل" قائلاً: "بعد 72 ساعة بدون كهرباء سيكون من المستحيل العيش في "إسرائيل".

- إن جبهة كبيرة في لبنان من المتوقّع أن تفرض تحديات غير مسبوقة في الجبهة الداخلية أيضًا.

- إن الحرب مع حزب الله ستترك أثرها على الاقتصاد والتحالفات الدولية.

- إغلاق حزب الله فجوتين مع الكيان هما الأسلحة الدقيقة والطائرات المسيرة.

هذه هي أبرز موانع اندلاع الحرب الشاملة مع حزب الله، إلا أننا لا نستطيع أن ننفي مطلقاً احتمالية اندلاع هذه الحرب، خصوصاً مع التصريحات عالية النبرة من جانب قادة الكيان، واللقاءات التي تناقش خطط توسيع الحرب في الشمال، لكن يبقى الاحتمال ضعيفاً في الوقت الحالي وهو مرهون بالأحداث المتسارعة والضغط السياسي وقرار نتنياهو بالدرجة الأولى.  





روزنامة المحور