الأربعاء 19 حزيران , 2024 01:42

أكثر من 70 ألف جندي معوق: قنبلة موقوتة داخل الكيان

تجاوز عدد المعوقين في الجيش الإسرائيلي الـ 70 ألفاً بحسب البيانات التي كشفت عنها وزارة الأمن، وسط تراشق بالاتهامات حول السبب الذي أدى إلى ارتفاع هذه النسبة خلال أشهر معدودة بشكل لافت وقدرة الحكومة على تحمل مزيد من النفقات. في حين تشير تقديرات وزارة الحرب أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 100 ألف جندي معوق نهاية عام 2025.

خلال 8 أشهر تقريباً، أي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، انضم 8663 جريحاً، إلى قسم التأهيل التابع لوزارة الحرب، 35٪ منهم يعانون من مشاكل نفسية. ويتلقى القسم 1550 طلباً جديداً كل شهر، فضلاً طلبات تطالب بالاعتراف بـ 6500 جريح من حروب سابقة.

كانت جلسة الاستماع التي عقدت في الكنيست يوم الاثنين الماضي، ميداناً آخر للمواجهة بين أفراد الجيش وممثلي الحكومة بعد أن بات الجنود يشعرون بأنه قد تم التخلي عنهم، ليس فقط في على أرض المعركة بل بمراكز التأهيل والرعاية وقد فقدوا قطعاً من أجسادهم وبعضهم ممن خسر قدرته على العيش دون مساعدة دائمة. وكان الأكثر جدلاً، أحد الجنود الذين أصيبوا بصدمة "لماذا تكذبون علينا؟ الجميع يتجاهلنا، كل الوزراء. أدار الجميع ظهورهم لنا. الجميع يبصقون في وجوهنا. إنهم يقللون من شأننا". فيما اعتبر رئيس اللجنة عضو الكنيست ميكي ليفي أن "الدولة التي ترسل جنودها إلى المعركة يجب أن تعرف كيف تعتني بهم عند عودتهم منها. ليس من المفترض أن تتخلى عنهم بمجرد إيداع أسلحتهم. إنها قنبلة موقوتة. في الأسبوع الماضي فقط، انتحر جندي احتياطي بعد فترة طويلة من الخدمة الاحتياطية".

من جهته، قال المحامي عيدان كليمان، رئيس منظمة "جيش الدفاع الإسرائيلي المعاقين"، في جلسة الاستماع: "الفجوات آخذة في الازدياد، والمزيد من الجرحى... يجب على مفوض الخدمة المدنية أن يجلس هنا ويشرح كيف يفترض أن يعالج طبيب واحد 4000 جريح".

وأشار إلى ان "المسؤولية عن جنود الجيش المعاقين تبدأ في مكتب رئيس الوزراء وتمر عبر جميع الوزارات الحكومية، وهم ببساطة يتخلون عنا. الفشل بدأ يكلف أرواحاً، أفضل أبنائناً، وأي شخص يعتقد أنه لن تكون هناك عواقب على المدى الطويل هو مخطئ ويعرض دولة إسرائيل للخطر".

تعد الإصابة في الأطراف هي الحالة الأكثر شيوعاً بنسبة 42%، رد الفعل العاطفي واضطراب ما بعد الصدمة 21٪، الإصابات الداخلية 9٪، إصابات الحبل الشوكي 7٪، الأذنين 8٪، العيون 2٪. كما أن 35٪ من المصابين الذين عولجوا في قسم إعادة التأهيل يتعاملون مع الأضرار النفسية أيضاً. وأشارت إدارة إعادة التأهيل إلى أنه في العام الماضي تم استنزاف الميزانية بنسبة 60٪، وفي عام 2024 من المتوقع حوالي 100٪ من الميزانية. حتى شهر أيار/ مايو، قدرت تكلفة علاج المصابين بمبلغ 426 مليون شيكل.

وتستعد إدارة إعادة التأهيل بوزارة الحرب لاستقبال حوالي 20 ألف جريح جديد2025، منهم 95٪ من الجرحى من الرجال، وحوالي 70٪ منهم من جنود الاحتياط، ونصفهم تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً. كما ذكرت وزارة الحرب في تقريرها أمام الكنيست أن حوالي 5000 جندي بحاجة لمرافقة دائمة ولا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم.

منتصف شهر آذار/ مارس الماضي، نشرت وزارة الحرب مقطع فيديو عن أحد معاقي الحرب من الجنود يعبر فيه عن سعادته بتقديم جسده من أجل "الوطن". وهذا ما علق عليه المحرر في صحيفة هآرتس العبرية روجل ألبر بسخرية أن "الدولة التي دافع عنها أبراموف غير قادرة أو غير راغبة في تمويل إعادة تأهيله. هذه الحقيقة، تستخدم كدليل قاطع على استبداد حبه الأحادي الجانب لبلده".

وكانت الصحيفة قد نشرت عام 2014 تحقيقاً كشفت فيه التلاعب بالأموال المخصصة لمراكز تأهيل معاقي الجيش، بعد أن ارتفع راتب رئيس الجمعية إلى 763000 شيكل.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور