الإثنين 25 شباط , 2013

كمين العتيبة

في ليل 25 شباط 2013 وبينما كان رتل من مسلحي المعارضة السورية يخرج متسترًا تحت جناح الظلام من الغوطة الشرقية وقع في كمين محكم نصب له سقط جراءه كل من كان في الرتل وعدده 221 مسلحا عبر تفخيخ خط السير الذي اختاروه لانسحابهم هذا.

كيف جرت العملية؟
وفي التفاصيل أن وحدات المراقبة والاستطلاع لدى الجيش السوري وحلفائه رصدت قبل شهر حركة عبور خفيفة من الغوطة الشرقية عبر خط التفاف من عدرا نحو بحيرة العتيبة والصحراء التي تقع امتدادًا لها، وتقول المعلومات إنّ مجموعات صغيرة مؤلفة من اثنين او ثلاثة أفراد كانت تخرج من الغوطة الشرقية كل ليلة متخذة خط مسار محدد باتجاه بحيرة العتيبة ومن ثم الصحراء الواقعة امتدادًا لها.
أفضت عمليات المراقبة والتنصت وتوقيف بعض المسلحين الى معلومات عن هجوم  كبير على الغوطة الشرقية، يتم التحضير له على غرار الهجوم الذي حصل  منتصف شهر  كانون أول الماضي.  وتمكن خلاله ما يقارب ألف وخمسمائة مسلح من المعارضة السورية من السيطرة على مناطق واسعة في الغوطة الشرقية ومثلّث العتيبة حينها.

وفي الاسبوع الذي سبق الكمين الكبير كانت مجموعات صغيرة تخرج عبر نفس الخط دون أن يتعرض لها أحد، وكانت تمشي فوق الارض المفخخةـ ومجموعات الرصد تتركها تعبر، وهذا ما جعل مجاميع مسلحي المعارضة يطمئنون الى طريقهم هذه.

كانت المفاجأة الكبرى عندما رصدت مجموعات المراقبة التابعة للجيش السوري وحزب الله رتلًا كبيرًا طوله ستمائة متر يمشي على خط الانسحاب المرصود، في عملية انسحاب عسكرية غير حذرة وفيها الكثير من العجلة لتنفيذ أمر ما. لم يصدق المكلفون رصد الطريق ما تراه أعينهم عبر المناظير الليلية والكاميرات الحرارية، هذا رتل كبير وطويل وحجمه الكبير يجعل منه صيدًا ثمينًا لا يمكن إغفاله ولا يمكن التعامل معه كما تم التعامل مع المجموعات الصغيرة التي مرت قبله، فصدرت الأوامر بتفجير الرتل عند وصوله إلى حقل الألغام وهذا ما حصل بالفعل حيث تم تفجير العبوات التي زرعت على صفّين فسقط جراء الكمين المحكم ما يفوق 200 مسلح وتم أسر البعض منهم.. هذا الكمين أفشل هجوما مباغتا وضخما على الغوطة الشرقية كان يُعَدُّ له بعناية فائقة
الأهمية الاستراتيجية للموقع

وقد استفاد الجيش السوري وحلفاؤه من دروس الهجوم الأول الذي ظهرت فيه العتيبة، النقطة الاستراتيجية الاهم والهدف الأساس الذي تسعى مجاميع المسلحين للوصول اليه والسيطرة عليه، نظرًا لموقع العتيبة الاستراتيجي كبوابة للغوطة الشرقية من ناحية الجنوب، فضلًا عن سيطرتها على القرى المحيطة بها حيث أثبتت عملية الهجوم السابق ان سقوط العتيبة جرّ معه سقوط عدة قرى بشكل تلقائي، لذلك تم تحصين العتيبة بشكل يمنع عنها أي هجوم مباغت.



روزنامة المحور