الخميس 15 آب , 1929

ثورة البراق

في الخامس عشر من شهر آب / أغسطس من العام 1929، اندلعت شرارة "ثورة البراق" ضد تهويد القدس المحتلّة. لتكون واحدة من المحطات البارزة في تاريخ الصراع الفلسطيني مع الحركة الصهيونية والاحتلال البريطاني، وتصنّف كأول انتفاضة فلسطينية من أجل القدس، كان لها نتائجها في فرض الهوية الفلسطينية.

في ذلك التاريخ احتفل اليهودي بما يسمى "ذكرى خراب الهيكل المزعوم" عبر مسيرة عند كانت تتجه نحو حائط البراق في المسجد الأقصى. ومحاولين فرض سيطرتهم وجلب أدوات طقوسهم التلمودية من ستائر وشموع إضاءة وغيرها.

كان اليوم الثاني على هذه المناسبة الصهيونية، وهو ذكرى المولد النبوي الشريف لدى المسلمين، فنظّم الفلسطينيون المسيرات المضادة. خرجت الجماهير الفلسطينية من داخل المسجد باتجاه الحائط مندّدة بتهويده، حيث اندلعت الاشتباكات العنيفة.

توسعت الاشتباكات، وخرجت عن كونها محصورة بمظاهرات في ذكرى المولد. واستمرت المواجهات لأكثر من أسبوعين، ولم تنحصر في القدس المحتلّة بل امتدت الى العديد من المدن والقرى الفلسطينية، ومنها الخليل الخليل وطبريا وحيفا وصفد.

لم يتمكّن الصهاينة من الصمود أمام المقاومة الفلسطينية الشعبية، فتدخّلت قوات الاحتلال البريطاني لقمع الفلسطينيين بوسائل القوّة والنار. بالإضافة الى فرض غرامات مالية باهظة على المدن الفلسطينية المشاركة. كما اعتقلت أكثر من 900 فلسطيني وأصدرت حكمًا بالإعدام على 27 منهم لكنها لم تنفذه الا بحق3، هم: عطا الزير، محمد جمجوم، فؤاد حجازي. وعرف يوم الإعدام في التاريخ الفلسطيني بـ "الثلاثاء الحمراء".

أدت الثورة الى مقتل 133 صهيونيًا وإصابة أكثر من 300 آخرين. فيما استشهد 116 فلسطينيًا وجرح أكثر من 200 آخرين، أصيب معظم على يد القوات البريطانية. من ناحية ثانية، شكّلت تلك الثورة الأرضية لتصميم العلم الفلسطيني والمطالبة أيضًا بنشيد وطني، لترسيخ الهوية الأصلية لأرض وأهل فلسطين المحتلّة.

روابط مرتبطة بالحدث:

ثورة البراق عام 1929 عندما حاول اليهود فرض طقوسهم الدينية على حائط البراق قرب المسجد الأقصى

93 عامًا على ثورة البراق .. الثورة الفلسطينية في نسختها الأولى

ثورة البراق.. أول انتفاضة ضد تهويد القدس

ثورة البراق عام 1929 وأثرها في تشكيل الهوية الفلسطينية

تسعون عاماً على هبّة البراق

ثورة البُراق



روزنامة المحور