الثلاثاء 01 أيار , 1979

استشهاد الشهيد الشيخ مرتضى مطهري

في مساء الثلاثاء الـ 1 من أيار / مايو للعام 1979، وبعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية في إيران. نفذت جماعة الفرقان الإرهابية، جريمة اغتيال أحد أهم قادة الثورة الإسلامية، الذي لُقب بفيلسوفها، الشيخ مرتضى مطهري. حيث قام كلاً من محمد علي بصيري، وحميد نيكنام ووفاء قاضي زاده، بانتظار الشيخ مطهري في شارع أمين الدولة، وكمنوا له بعد خروجه من اجتماع في منزل يد الله سحابي الواقع في محلّة " پیچ شمیران" في العاصمة طهران.

وقد تأثر قائد الثورة الإسلامية الإمام روح الله الموسوي الخميني جداً باستشهاد الشيخ مطهري، حيث جاء في بيان نعيه له:

"إنني أعزي وأهنئ الإسلام والأولياء الكرام والأمة الإسلامية وخاصة الشعب الإيراني المجاهد، بمصابهم المؤسف بالشهيد الجليل والمفكر الفيلسوف والفقيه الكبير الحاج الشيخ مرتضى مطهري؛ أما العزاء فباستشهاد ذلك الرجل الفذّ الذي قضى حياته الكريمة الغالية في سبيل تحقيق الأهداف الإسلامية المقدسة والكفاح المتواصل مع كل الأفكار الملتوية المنحرفة. ذلك الرجل الذي عزّ له مثيل في معرفة الدين الإسلامي والمعارف الإسلامية المختلفة وتفسير القرآن الكريم. أما أنا فقد فقدتُ ولداً عزيزاً وقد فُجعت بوفاته فكان من الشخصيات التي أعدّها ثمرة حياتي.

وقد ثلم في الإسلام باستشهاد هذا الولد البار والمفكر الخالد ثلمة لا يسدّها شيء.

وأما التهنئة فلأننا نحظى بوجود أمثال هؤلاء الرجال الذين يضحّون بأنفسهم ويشعون بالنور في حياتهم وبعد وفاتهم. إنني أهنّئ الإسلام العظيم مربّي الأجيال واهنّئ الأمة الإسلامية بتربية رجال يفيضون بالحياة على القلوب الميّتة وبالنور على الظلمات. وإني وان خسرت ابناً عزيزاً كان كبضعة مني، ولكني أفتخر؛ بأنه كان وسيكون في الإسلام وسيكون مثله.

لقد غاب عنّا مطهري الذي قلّ له مثيل في طهارة الروح وصلابة الإيمان وقوة البيان، والتحق بالرفيق الاعلى، ولكن الأعداء لن يستطيعوا أن يقضوا على شخصيته الإسلامية والعلمية والفلسفية، وان المغتالين لن يتمكنوا من اغتيال الشخصية الإسلامية لرجال الإسلام. وليعلموا أن فقدان الشخصيات الكبار لن يزيد شعبنا ـ إن شاء الله العزيز ـ إلاّ تصميماً وعزماً في استمرار الكفاح ضد الفساد والاستبداد والاستعمار. إن شعبنا قد اهتدى إلى سبيله ولن يألو جهداً في قطع الجذور النتنة للنظام البائد وأعوانه الخبثاء. إن الإسلام العزيز نما وترعرع بالتضحيات وتقديم الأبطال. ولقد جرت سنّة الإسلام منذ نزول الوحي على الشهادة والشهامة. ومن أهم ما يدعو إليه الإسلام هو القتال في سبيل الله والمستضعفين {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان..}.

وهؤلاء الذين تيقّنوا الهزيمة والفناء يحاولون الانتقام بهذا العمل اللاإنساني أو ارعاب المجاهدين في سبيل الإسلام. وإن خابت ظنونهم؛ فمن كل شعرة لكل شهيد ومن كل قطرة دم تروي الأرض سينبعث مجاهد قوي العزيمة. فلا سبيل لكم للعودة إلى نهب ثروات الشعب ألاّ أن تغتالوا جميع أبناء هذه الأمة، ولن ينفعكم اغتيال الفرد مهما كان عظيماً، ولن يتراجع الشعب الثائر لإعادة مجد الإسلام متوكلاً على الله تعالى بهذه المحاولات اليائسة؛ فنحن مستعدون للتضحية والاستشهاد في سبيل الله.

انني أعلن يوم الخميس 13 ارديبهشت 1358هـ.ش الموافق ليوم 6 جمادي الثاني 1399 (3 أيار / مايو 1979)، يوم حداد عام على رجل فذّ مناضل مجاهد في سبيل الإسلام والشعب، وسأقيم شخصياً مجلس التأبين في المدرسة الفيضية يومي الخميس والجمعة. وأسأل الله تعالى لابن الإسلام العزيز الرحمة والغفران وللدين الإسلامي الكرامة والمجد. والسلام على شهداء الحق والحرية".

ويعدّ تاريخ استشهاد الشيخ مطهري من كل عام هو يوم المعلم في الجمهورية الإسلامية، تكريماً له ولجهاده وشهادته.

مقالات مرتبطة

الشهيد الشيخ مرتضى مطهري: فيلسوف الثورة وابن الإمام

النصّ الكامل للحوار الذي أجراه الدكتور حداد عادل مع الإمام الخامنئي حول موضوع الأستاذ الشهيد مرتضى مطهّري

الشهيد مرتضى مطهري عبادة وتواضع



روزنامة المحور