الجمعة 24 أيلول , 1982

عملية الويمبي البطولية

في الـ 24 من أيلول / سبتمبر للعام 1982، نفذت إحدى مجموعات الحزب القومي السوري الاجتماعي، واحدةً من أجرأ العمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنان، شكّلت فاتحة انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) في العاصمة المحتلّة بيروت ولبنان.

وفي تفاصيل الحادثة، رصد عناصر الحزب القومي في منطقة الحمرا التابعة لبيروت، لاند روفر إسرائيلي ومجموعة إسرائيلية تجلس في مقهى الويمبي، فقاموا بإبلاغ إحدى المجموعات المتمركزة في صالة مونتي كارلو، والمكوّنة من آمر المجموعة الملقّب بـ "كسينجر" وخالد علوان وشاب ثالث اسمه عارف البدوي (توفي لاحقاً).

اتفقت المجموعة على أن يتقدم خالد وكيسنجر ويُطلقا النار، كل واحد من مسدسه، فيما ينتظرهما عارف في سيارة عند أحد المفارق لتأمين انسحابهما.

يقول "كيسنجر" في إحدى المقبلات الإعلامية: "خرجنا وراقبنا الوضع بالتفصيل، فكان هناك ضابط اسرائيلي برفقة اثنين آخرين يشربون البيرة والقهوة، وكان معهم جيب ويلز عليه رشاش ماغ، دخلت أنا والأخ خالد قبّلنا وودعنا بعضنا وتلونا الشهادة. طلبت من خالد أن يقف أمام اللاند روفر الموجود وأن يغطيني، فأعطاني إشارة بأن الماغ مقفَل، فقلت له إذن فلنستعمل المسدس، وتقدمت متراً أو مترين، وتم إطلاق النار على الضابط الأول، كان يلبس نظارات شمسية ويضعها على جبينه، أُصيب في وجهه مباشرةً، وكذلك أصيب الشخصان اللذان كانا معه أيضاً، وحاولت أن أسحب بندقية من تحت قدمه، لكن للأسف، كان حزام البندقية تحت الطاولة، فلم أستطع أن أشده أبداً.

لولا خالد لكنت استشهدت؛ إذ أطلق درّاج شرطي لبناني النار عليّ للأسف، درّاج أعرفه وأعرف من أي منطقة هو، لن أذكره حتى لا يحدث أي زعل، وهو بالطبع يعرف نفسه، أيضاً تعرض خالد لإطلاق نار، وبدوره، أطلق النار على الجندي الإسرائيلي الذي خرج".

أما الشهيد خالد علوان فقد اغتيل بعد 3 سنوات من تنفيذ العملية، على يد عميل لقوات الاحتلال اسمه هشام ناصر الدين، الذي قام بإحراق سيارة كان خالد يستقلها مع رفاق له على طريق بلدة "باترا" الحدودية.

وفي وثيقة تركها خالد علوان بخط يديه جاء فيها: "أنا خالد عثمان علوان، والدتي خديجة، المولود بتاريخ 1962، أكتب هذه السطور لأروي حقيقة ما حصل معي.

شاهدت ثلاثة جنود إسرائيليين يشربون القهوة على رصيف المقهى، ونفّذنا العملية عليهم، وكما ذكرت كانوا ثلاثة ولم أعرف من أين أتى الرابع، ربّما من حمامات المقهى أو كان ماراً، فأطلقت النار عليه وهربت".

مقالات مرتبطة

خالد علوان: منفذ عملية "الويمبي"

حقائق وأسرار عملية الويمبي.. وللمرة الأولى لقاء مع شريك خالد علوان منفذ العملية


الصور


روزنامة المحور