الثلاثاء 30 أيلول , 1980

عملية شمشير سوزان

في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 1980، وبعد أيام من بدء صدام حسين وجيشه عدوانهم على الجمهورية الإسلامية في إيران، بالنيابة عن أمريكا والإتحاد السوفياتي وحوالي 79 دولة في العالم. نفذّت القوة الجوية التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية عمليةً نوعيةً أسمتها "شمشير سوزان - عملية السيف المحترق"، ضد محطة أوزيراك للطاقة النووية قيد الإنشاء. و التي فاجأت النظام البعثي العراقي، بعدما ظنّ بأنه من خلال عدوانه الاستباقي بالقصف المركّز بداية الحرب على أهداف إيرانية (خاصةً المطارات العسكرية والمدنية)، قد استطاع تقليد وتكرار ما نجح فيه الكيان المؤقت بداية حرب العام 1967، من إخراج سلاح الجو الإيراني من الحرب سريعاً. إلّا أنه تبين بعد هذه العملية بأن الهجمات العراقية لم تستطع إلحاق الضرر بالطائرات الحربية الإيرانية التي نجى عدد كبير منها.

وفي هذه العملية، توغلت مقاتلات إيرانية من طراز إف-4 في عمق الأراضي العراقية وقصفت منشأة أوزيراك أو تموز-1 النووية في مركز التويثة للأبحاث الذرية، الذي كان على وشك الانتهاء واستقبال الوقود. وكان الغرض من هجوم القوات الجوية الإيرانية على هذه المنشآت هو منع نظام صدام من أن يصبح قوة نووية عسكرية (أشار تقرير أعدّته وكالة الاستخبارات الخاصة الأمريكية ستراتفور في عام 2007 أن مفاعل اليورانيوم كان على ما يبدو على وشك إنتاج البلوتونيوم لبرنامج أسلحة). ، لكن لوجود خطر تسرب الملوثات النووية إلى المدن القريبة مثل بغداد، كان الهدف الرئيسي للهجوم هو تدمير المرافق الملحقة حول المفاعل بدلاً من المفاعل نفسه. ويعدّ هذا الهجوم الوقائي هو أول هجوم جوي على مفاعل نووي في التاريخ.

وبحسب خطة العملية، بعد التزود بالوقود، بعد تقسيم طائرات الفانتوم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى ستزيد ارتفاعها وتعبر الحدود لتتمكن الرادارات العراقية من رؤيتها وصرف انتباهها عن المجموعة الثانية. في هذا الوقت يجب على المجموعة الثانية أن تخفض ارتفاعها وتهاجم أوزيراك بأقصى سرعة.

وبعد يومين من الهجوم الإيراني، تم بث تقرير هذه العملية على القناة التلفزيونية الفرنسية TF1، أظهرت الحريق الهائل في محطة تموز للطاقة النووية وحركة سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف، مما دلّ حينها على نجاح العملية الإيرانية.



روزنامة المحور