الأربعاء 25 شباط , 1987

مجزرة ثكنة فتح الله

في الـ 25 من شباط / فبراير من العام 1987، حصلت هذه المجزرة التي تعدّ من أهم الحوادث في تاريخ المقاومة الإسلامية – حزب الله، لأنها أثبتت بتضحيات شهدائها أن سلاحها موجّه للعدو فقط، والقاعدة التي تنطلق منها هي أولوية قتال إسرائيل، ورفض لأي قتال داخلي أو حتى مع جيش عربي مهما كانت مبرراته. ومن خلال موقف حزب الله الحكيم في معالجة هذه الحادثة، نشأت علاقة تفاهم ما بين المقاومة والدولة السورية، لتتحول من بعدها الى علاقة تحالف ولاحقاً الى محور للمقاومة في المنطقة، يتصدّى بكل مكوناته للمشاريع الأمريكية الإسرائيلية.

وبالعودة الى تفاصيل هذه الحادثة، تعرضت ثكنة حزب الله للهجوم من قبل الجيش السوري، في سياق منع المظاهر المسلّحة في بيروت (أي تلك الخاصة بالمليشيات المشاركة في الحرب الأهلية)، وقد قتل على إثرها 19 شهيد مقاوم. أدان حزب الله الهجوم واصفاً إياه بأنه "مجزرة غير مبررة" ودعا إلى محاكمة المتسبّبين فيها، لكنه لم يدعو إلى هجمات انتقامية.

وعن هذه الحادثة تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية الاولى لرحيل القائد المجاهد الحاج مصطفى شحادة (أبو أحمد) في الـ 4 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2016 وهذا ما جاء في الخطاب:

_في الحقبة السابقة كان هناك من الادارة السورية في لبنان من يريد افتعال فتنة مع حزب الله على عكس نظرة الرئيس حافظ الاسد الاستراتيجية بضرورة وجود المقاومة.

_ لقد قتل شبابنا في مجزرة فتح الله من قبل جنود سوريين اعطيت لهم الاوامر ومن ثم حصل بعدها الكثير من الاستفزاز.

_إثر الحادثة تجمع الشباب من بيروت وغيرها وكان المسؤول يومها القائد شحادة الذي كانت كلمة منه او رصاصة ستشعل كل المنطقة وتفتعل المشكلة بين حزب الله والجيش السوري.

_القائد شحادة كان صبوراً وملتزماً ولم يتحرك دون اذن قيادة حزب الله التي اجتمعت وقررت الصبر لكيلا تقع الفتنة بما يخدم إسرائيل.

_يومها ذهبنا ليلاً الى بيروت (أي قيادة حزب الله)، لكي نتحدث مع الحاج شحادة والشباب لكي نهدأ الامر ولم يأخذ ذلك الا نصف دقيقة من الكلام وقد عبر القائد عن الصبر والوعي.

_بعد ذلك حصل تواصل مع الرئيس حافظ الاسد وتم ايضاح الامر ومنذ ذلك الوقت أصبح هناك عناية خاصة من الرئيس الاسد.


الصور


روزنامة المحور