الأحد 04 تشرين ثاني , 1923

التأسيس لعقيدة الجدار الحديدي

الجدار الحديدي منهج أيديولوجي للسياسة الاستيطانية للكيان الإسرائيلي وضع أسسها قائد عمليات الإيتسل الصهيونية، وقائد التنقيحي في الحركة الصهيونية زئيف جابوتنسكي في مقال تأسيسي نشره باللغة الروسية تحت عنوان الجدار الحديدي. يعتبر طرحه القاعدة الأساس التي اقتبسها بن غوريون لبناء العقيدة العسكرية منذ منتصف الثلاثينيات، فأعاد صياغتها بصورة رسمية ثم اعتمدها في حكومة العدو في بداية الخمسينيات. يقصد بمفهوم الجدار بناء قوة قتال وردع عسكرية تصادر أمل الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة بإمكانية التخلص من الكيان الاستيطاني وتدفعهم للاستسلام والرضوخ للتسوية.

وانطلقت رؤية جابوتنسكي لهذه القضية من ضرورة تنفيذ المشروع الصهيوني خلف جدار من حديد يعجز السكان العرب المحليون عن هدمه. غير أن نموذج جابوتنسكي لم يعارض فتح حوار مع الفلسطينيين في مراحل تاليه. بل على العكس كان يؤمن أنه وبعد أن يشج الفلسطينيون رؤوسهم بلا جدوى في هذا الجدار سيقرون مع الوقت بأنهم في وضع دائم من الضعف، وعندها يحين أو ان تدشين مفاوضات معهم حول وضعهم وحقوقهم القومية في فلسطين.

ووفقًا لنص جابوتنسكي نفسه فقد كانت الفكرة الكامنة وراء "الجدار الحديدي" بسيطة في رأيه، ومؤداها ما يلي: لا توجد سابقة تاريخية تخلّى فيها شعب ما طواعية عن وطنه، ولذلك فإن عرب "أرض إسرائيل" (فلسطين) لن يتخلوا أيضاً عن أرضهم لصالح "الييشوف اليهودي"، بل سيبذلون قصارى الجهد من أجل إلحاق الهزيمة بمجتمع الاستيطان اليهودي، ومنعه من التوسّع في البلد. وفي ظل هذه الظروف هناك طريقة واحدة لحمل العرب على التسليم بوجود أغلبية يهودية وسلطة يهودية في البلد، هي حرمانهم من امتلاك القدرة على تصفية "الكيان اليهودي" بالقوة، وأنه فقط إذا أيقن العرب أن محاولة فرض إرادتهم بالقوة هي أشبه بعبور "جدار حديدي" يستحيل اختراقه، فسوف يكونون عندئذٍ مستعدين للتسليم بالسيطرة اليهودية على "أرض إسرائيل"!

 مواد مرتبطة

نصوص تتعلق بالصهيونية: "الجدار الحديدي"

سقوط "الجدار الحديدي"... عن جابوتنسكي واليمين الإسرائيلي

الجدار الحديدي: إسرائيل والعالم العربي

لقد انهار "الجدار الحديدي"، وهذا ما يجب علينا فعله لكي نسترد السيادة الإسرائيلية

ثمانون ثغرة في الجدار

جدار جابوتنسكي الحديديّ: عن "القبّة" وأمور أُخرى


الصور


روزنامة المحور