الأحد 12 أيلول , 1993

عملية مسجد مصعب بن عمير

في الـ 12 من أيلول / سبتمبر من العام 1993، نفذت كتائب القسام واحدة من أبرز عملياتها ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، كونها العملية المصوّرة الأولى في تاريخها ومن المسافة صفر: عملية مسجد مصعب بن عمير.

وكانت هذه العملية بقيادة الشهيد عماد عقل (اغتيل في 24 تشرين الثاني / نوفمبر 1993)، برفقة الأسير المحرر ماهر زقوت والشهيد القائد باسم عيسى (اغتيل خلال معركة سيف القدس في 12 أيار / مايو 2021)، أمّا المصوّر فكان الصحافي سمير حمتو (توفي مطلع العام 2021).

وفي تفاصيل العملية التي تعاون في التحضير والتخطيط لها مجموعتي الشهداء ومخيم الشاطئ، انطلق مجاهدو القسام إلى مكان الكمين، الذي يقع بالقرب من مسجد مصعب بن عمير بحي الزيتون بمدينة غزة. فكمَن الشهيد عقل برفقة المقاوم زقوت في بيت مهجور قرب المسجد يطل بابه على الشارع الذي ستمر به آلية الاحتلال (جيب)، وبقي الشهيد عيسى يراقب الطريق من أجل إعطائهم إشارة اقتراب الجيب.

وبعد حوالي 4 ساعات من الانتظار، حضر الجيب إلى مكان الكمين (نقطة المقتل)، فانقض عليه الشهيد عقل برفقة المحرر زقوت/ وقاموا بإطلاق النار صوبه من مسافة قريبة، فقُتل 3 جنود بينهم ضابطاً، وتمكنا من اغتنام قطعتي سلاح من نوع "إم 16 – M16". ثم قاموا بترك ورقة في مكان العملية، كتبوا فيها تبني كتائب القسام لهذا الهجوم.

الشريط المصور للعملية يرد على اتفاقية أوسلو

وبينما كانت عدسات كاميرات وسائل الاعلام العالمية، تترقب توقيع اتفاقية أوسلو في الولايات المتحدة الأمريكية. قامت وسائل الإعلام ببث مشاهد العملية، وهو ما أثر الرعب لدى كيان الاحتلال، خاصة ً وأنها من المرات القليلة التي يشاهد فيها العالم مقطعاً للجنود الإسرائيليين وهم صرعى داخل الجيب، حيث ارتمى أحدهم خلف المقود فيما كان النصف العلوي لجثة زميله يتدلى من باب الجيب بينما علقت قدماه وبقيتا في الأعلى، وأما الثالث فقد سقط أمام السيارة صريعاً بعد أن حاول الهرب. وقد بقي الجنود على هذه الحال لأكثر من 3 ساعات حيث لم يتمكن الجيش الصهيوني من معرفة مكان الهجوم مباشرةً.

روزنامة المحور