الخميس 10 أيار , 2012

مجزرة حي القزاز

في الـ 10 أيار / مايو من العام 2012، نفّذت جبهة النصرة الإرهابية (التي تُطلق على نفسها اليوم اسم "هيئة تحرير الشام") واحدةً من أكبر مجازرها الدموية، خلال الحرب الكونية على سوريا. عندما قامت بتفجيرين متزامنين بواسطة سيارتين مفخختين في حي القزاز جنوبي العاصمة دمشق قرب فرع فلسطين التابع للأمن العسكري، وبجانب معهد العلوم المصرفية والمالية التابع لجامعة دمشق، ما أدى الى استشهاد 55 شخصاً وجرح حوالي 400. وقد صدر بيان في اليوم التالي، أعلنت فيه الجبهة مسؤوليتها عن التفجيرين.

ويعدّ هذا الحيّ الذي تتجاوز مساحته الـ 400 ألف متر مربع، من أكثر أحياء العاصمة السورية اكتظاظاً بالسكان. وشوهدت سيارات الإسعاف متجهة بكثافة إلى منطقة الانفجار، كما ارتفعت سحابة دخان في سماء المنطقة. وبحسب ما تم تداوله عن شهود عيان فإن الانفجار الأول نجم عن سيارة يقودها انتحاري محملة بكمية صغيرة نسبيا من المتفجرات حاولت اختراق بوابة المقر الأمني، ثم تبعتها سيارة ثانية يقودها انتحاري ثان محملة بكمية كبيرة من المتفجرات.

وقد أسفر الانفجارين عن تحطم نوافذ المقر الأمني والبنايات المحيطة به، لكنه لم يؤديا إلى تحطم بوابة المقر بشكل كامل ولا حتى سور المقر. لكنهما أديا إلى حرق وتدمير ما بين 30 إلى 40 سيارة تدميرا كاملا بسبب الازدحام في ساعة الذروة.

وأثارت المجزرة حملة ادانات دولية واسعة، بحيث أدانت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف الهجومين، مطالباً كافة الأطراف بوقف العنف فورا. أما الإدارة الأمريكية، فكعادتها في تأجيج الصراعات والاكتفاء بالإدانات حينما يكون الأمر يصبّ في مصلحتها، فقد اعتبرت ما وصفته بـ "قتل المدنيين بلا تمييز" هو "امر فظيع" فقط.


الصور


روزنامة المحور