الإثنين 08 تشرين أول , 1990

مذبحة الأقصى الأولى

في الـ 8 من تشرين الأول / أكتوبر 1990، نفذت جماعة يهودية تسمى "أمناء جبل الهيكل"، أولى مذابحهم في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، حينما حاول أعضاؤها وضع حجر الأساس لما يسمى للهيكل الثالث في ساحة المسجد. عندها تصدى لهم المقدسيون كعادتهم، في منع أي اعتداء يطال المقدسات، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة 4 آلاف مصل وبين المستوطنين الذين يقودهم "غرشون سلمون".

على الفور تدخل جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد فهاجموا المصلين باستخدام جميع الأسلحة مثل قنابل الغاز السام والأسلحة الأوتوماتيكية وطائرات الهليكوبتر عسكرية، وقد قام الجنود والمستوطنين اليهود بإمطار المرابطين بالذخيرة الحية بشكل متواصل من نيران المدافع الرشاشة. فكانت النتيجة أن الآلاف من المصلين الفلسطينيين من مختلف الأعمار قد وجدوا أنفسهم في فخ الموت الجماعي، ولم يتوقف إطلاق النار لمدة 35 دقيقة، مما أدى إلى استشهاد 21 مصلّ، وإصابة 850 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً. ولم يكتفي الاحتلال بذلك فقط، بل قام عناصره بإعاقة حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية المذبحة.

وهنا لا بد الإشارة إلى أنه قبل وقوع المذبحة بنصف ساعة، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوضع حواجز عسكرية على طول الطرق المؤدية إلى القدس من أجل منع توافد الفلسطينيين والوصول إلى المدينة، كما أنها أغلقت أبواب المسجد الأقصى لمنع المقدسيين من دخول المسجد، ولكن الآلاف من المصلين كانوا قد تجمعوا داخل المسجد قبل هذا الوقت لحماية المسجد ومنع "أمناء الهيكل" من اقتحامه.



روزنامة المحور