الثلاثاء 13 حزيران , 1978

مجزرة إهدن: من أولى الصفحات الدموية للقوات

في كل عام وفي الـ 13 من حزيران /يونيو منه، يستعيد اللبنانيون لا سيما الشماليون منهم، الذكرى السنوية لمجزرة مروّعة حصلت في العام 1978، التي ارتكبتها القوات اللبنانية في بلدة إهدن الشمالية، والتي راح ضحيتها زعيم المردة وابن رئيس الجمهورية النائب طوني سليمان فرنجية إلى جانب عقيلته "فيرا قرداحي" وطفلته "جيهان" البالغة من العمر 3 سنوات وحوالي 28 من أنصاره.

قاد مجموعة القوات التي نفذت المجزرة حينها "سمير جعجع"، بأمر مباشر من بشير الجميل، بعد انفصال المردة عن الجبهة اللبنانية، ووقوع عدة مناوشات بين الطرفين، ورغبة الجمّيل في قيادة كل الميلشيات المسيحية المدمجة ضمن إطار حزب القوات فقط.

ويكشف الكاتب الفرنسي "ريشار لابيفيير" في كتابه عن المجزرة، أن الاستخبارات الإسرائيلية لم تكتفِ بالتخطيط لـ "عملية الأرز"، بل نظّمت أيضاً عملية سرية ضمنها كانت المجزرة نتيجتها، بعدما استطاعوا إقناع الجميّل بإيكال قيادة الهجوم إلى سمير جعجع، للتأكد من بلوغ أهدافهم. مضيفاً "لابيفيير" أنه من خلال إلغاء زعيم مسيحي من الصفّ الأوّل معادٍ لإسرائيل (أي فرنجية)، ابتدع الموساد مفهوم الاغتيال الهادف لشخصيات محددة. وبذلك أهدى السلطة المسيحية إلى بشير الجميّل، وأوصل إلى سدّة رئاسة الجمهورية عائلة مؤيّدة للكيان المؤقت، تستطيع حكومة تل أبيب أن توقّع عبرها اتفاق سلام منفصل مع لبنان.

وبالعودة الى هذه المجزرة فإن هذه أبرز تفاصيلها:

_ بعد تنامي الاختلافات والمناوشات بين الطرفين، لا سيما بعد مقتل مسؤول الكتائب في منطقة زغرتا - الزاوية "جود البايع". قرر الجميل الضرب بقوة وكلّف جعجع بقيادة الهجوم على معقل فرنجية الصيفي، بمشاركة المئات من عناصره، وهناك مزاعم بأن إيلي حبيقة كان في عداد المهاجمين ايضاً. وأصيب جعجع قبل وصوله الى القصر إصابات بليغة، ما زالت آثارها موجودة حتى اليوم، فعهد إلى أحد القادة الميدانيين بتنفيذ العملية.

_ يحاول جعجع ومناصروه منذ ذلك الوقت، دفع التهمة عنه بارتكاب الجريمة، لكن زوجته ستريدا فضحت دوره في ذلك، عندما تم تسريب أحد مقاطع الفيديو لها، وهي تسرد مدى "فخر عائلتها" بدور جعجع.

_ أدى حصول هذه المجزرة، إلى تفجير الوضع بين المردة و‌سوريا من جهة، والجبهة اللبنانية من جهة أخرى، وكانت عاملًا هامًا في اندلاع حرب الـ 100 يوم في صيف العام 1978، والتي شملت المنطقة التي كانت تدعى حينها بالشرقية وخاصة منطقة الأشرفية.


الصور


روزنامة المحور