الإثنين 06 أيلول , 2021

عملية نفق الحرية - سجن جلبوع

شكّل تاريخ السادس من شهر أيلول / سبتمبر من العام 2021 منعطفاً استراتيجياً في تاريخ صراع الحركة الأسيرة الفلسطينية من جهة ومن تاريخ مجمل الصراع الفلسطيني من جهة ثانية مع كيان الاحتلال، وخلقت تفاعلاً شعبياً واسعاً في الساحة الفلسطينية والساحة العربية أيضاً.

نفّذ ستة أسرى علمية انتزاع الحريّة من سجن "جلبوع" الواقع في الأراضي المحتلّة عام 1948. وعرفت العملية باسم "نفق الحرية" لأنها تمّت عبر نفقٍ حفره الأسرى من تحت بلاطة مساحتها 60 سم في مراحيض غرفة رقم 2 من القسم 5 وامتد النفق الذي استغرق 9 أشهر في الحفر الى ما بعد سياج السجن.  

والأسرى هم القائد محمود العارضة، ويعقوب القادري، ومحمد العارضة، ومناضل نفيعات وأيهم كممجي (من أبناء حركة الجهاد الإسلامي) بالإضافة الى زكريا الزبيدي (ابن حركة فتح)، والأسرى جميعهم من جنين في الضفة الغربية المحتلّة. لكن أيضاً خمسة أسرى عرفوا بـ"أبطال الظل" كان لهم المساهمة الكبيرة في نجاح العملية على الرغم من أنهم  ولأسباب – لم تمكنوا من الالتحاق بالستة الآخرين، وهم قصي مرعي، إياد جرادات، علي أبو بكر، محمود أبو شريم، محمد أبو بكر.

كانت العملية ضربة أمنية نوعية لمستويات الاحتلال ولا سيما الأمنية، اذ نجح الأسرى من اختراق أنظمة مراقبة الاحتلال المتطوّرة التي تحيط بالسجن وتجاوز ومصلحة السجون بالإضافة الى اختراقهم لكلّ التحصينات في السجن.

اذ إنّ "جلبوع" ملقّب "بالخزنة الحديدة" لشدّة الإجراءات الأمنية فيه، وعند افتتاحه صرّحت مصلحة السجون الإسرائيلية "لقد استخلصنا العبر من محاولات الهرب عبر الأنفاق من سجنيّ مجدو وشطة... لن يهرب أحد من جلبوع".

يتضمّن هذا السجن أرضيات صبّت بطبقة حديدة خرسانية متينة، وإضافة "عنصر سري" تحت الأرضية لمنع عمليات الحفر فإن تم التعرض للإسمنت يتغيّر لون كامل الأرض المحيطة بإشارة إلى القيام بعملية ما. ونوافذه مزوّدة بحساسات إنذار لمنع قص القضبان. يبلغ طول جداره الداخلي 8 أمتار وشيّد بالباطون المسلّح ومغلّف بأسلاك شائكة وثبّت الاحتلال عليه كاميرات الكترونية وحرارية عالية الدقة، بالإضافة الى وجود كلاب الحراسة والدوريات العسكرية والتفتيشية على مدار الساعة.

بعد الهروب، استنفر الاحتلال تشكيلاته ووحداته المتنوعة في البحث عن الأسرى لمدّة وصلت الى 13 يوماً وكانت الأغلى من حيث الكلفة المالية في تاريخ الكيان الإسرائيلي. أعاد الاحتلال اعتقالهم لكنّ الناطق باسم كتائب القسّام (الجناح العسكري لحركة حماس) "أو عبيدة" أعلن أن "صفقة التبادل القادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال". كذلك حرّكت هذه العملية مياه المقاومة التي ركدت في الضفة الغربية، فأسست على إثرها سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) "كتيبة جنين" التي أعادت إحياء المقاومة والعمليات ضد الاحتلال.

أمّا داخل السجون، فقد تعرّض الأسرى للعزل ولتحقيقات قاسية بالإضافة الى أحكام عالية وفرض عليهم الغرامات المالية، وبالتزامن مع العملية شنّ مصلحة السجون هجمات انتقامية وحشية على الأسرى وضيّقت عليهم الإجراءات التعسفية بالأساس، لكنّ ذلك كان السبب في فرض الأسرى لمعادلاتهم من خلال برنامج نضالية وإضراب جماعي عن الطعام وحّد الحركة الأسيرة بكل فصائلها لمواجهة السجّان.

اهتمت الدراما الفلسطينية في توثيق "نفق الحرية" فتم تصوير مسلسل يختصر أحداث العملية وطبيعة حياة الأسرى ومعاناتهم اليومية مع سياسات الاحتلال، وحمل المسلسل اسم "شارة نصر جلبوع"، كذلك اهتم الاعلام الفلسطيني والعربي في كتابة التقارير المتنوعة وتصدير رواية الأسرى عبر أعمال وثائقية.

روابط مرتبطة بالحدث:

حفرة نفق جلبوع: معجزة الحرية الفلسطينية!

محمود العارضة: قائد عملية "نفق الحرية"

انتفاضة للأسرى قد تفتح معركة عسكرية ضد الاحتلال!

توقيت "نفق الحرية": المقاومة.. قراءة صحيحة لعقلية الاحتلال

بعد "نفق الحرية"...انتزاع للمطالب من داخل السجون

4450 أسير فلسطيني في مواجهة مصلحة سجون الاحتلال!

مسلسل "شارة نصر جلبوع": فلسطين تنتصر بالحرب الناعمة أيضاً

أسرى نفق الحرية: نعيش داخل مقابر!

نفق الحرية.. وقصة الهروب الكبير

ذكرى عملية نفق الحرية

عام على عملية "نفق الحرية"



روزنامة المحور